في الجولتين الأولى والثانية لبطولة هذا الموسم حكمت الروزنامة على الأولمبي الباجي بالتحوّل إلى صفاقس ثم الى المرسى.. من الرحلة الأولى عاد «اللقالق» بتعادل سلبي وبأكثر من نقطة إيجابية.. ومن المرسى عاد أبناء بلحوت بنفس التعادل ولكن مع بروز أكثر من نقطة استفهام أهمها أن الأولمبي الباجي لا ينهزم ولكنه لا يسجل أهدافا بل أنّ الفريق مساء أمس الأول لم يخلق فرصا سانحة للتسجيل. أمام ال«سي.آس.آس» كسب الأولمبي حارس مرمى واطمأن على صلابة دفاعه وتماسك خط الوسط.. وحتى الخطّ الأمامي فقد كان قاب قوسين أو أدنى من إدراك هدف على الأقل رغم الكمّ المحدود من الفرص السانحة للتسجيل ورغم النقص العددي بعد إقصاء صابر المحمدي. وأمّا في المرسى، فبرنامج حصاد الأحد اكتفى بتمرير لقطة المخالفة التي نفّذها خليل الجلاصي وكانت فيها كرته فوق العارضة الأفقية لمرمى البجاوي ولم يكن ذلك من باب الاختصار وإنّما بحث البرنامج المذكور عن لقطات هجومية للأولمبي فلم يجدها.. وهو ما يؤكد أنّ أبناء بلحوت لم يصنعوا فرصا حتى نتحدث عن إهدارها. الهمامي أعاد التوازن الظهير قيس مخلوف لم يكن مساء أمس الأول في يومه وهو ما سمح لأبناء كمال الشبلي بأخذ الثقة في أنفسهم ونسج هجومات اكتست خطورة لكنها اصطدمت بحارس جدّد تألقه وأكد أنه صالح لكل المباريات وحديثنا طبعا عن قيس العمدوني كما كان أنيس باشا في يومه على غرار رودريڤ لاصلاح أخطاء زملائهما. ولما أقحم بلحوت المدافع المحوري علي الهمامي عاد التوازن الى الخطّ الخلفي ورأينا وجها آخر للأولمبي الباجي الذي غادر مناطقه بعد تحرّر اللاعبين. علي الهمامي قيمة ثابتة في محور دفاع الأولمبي حرمه الانذار الثالث من خوض المباراة الافتتاحية ضدّ النادي الصفاقسي وبلحوت تركه بديلا ضد المرسى وربما علىخلفية عدم تغيير تركيبة ناجحة بعد أن تألق دفاع «اللقالق» في صفاقس. أين المعوّض؟ غياب قائد الفريق صابر المحمدي الذي نال الحمراء ضدّ ال«سي.آس.آس» ترك فراغا واضحا في خطّ الوسط عجزت كل الأسماء التي تواجدت بهذا الخطّ عن سدّ هذا الفراغ وبالتالي صنع اللعب ومدّ الخطّ الأمامي بالكرات الحاسمة التي تصنع الفرص السانحة للتسجيل. فتزامن ذلك مع ثقل حركة المهاجم بسام المناعي ليكون حارس «القناوية» في عطلة على امتداد المباراة واكتفى بإعادة الكرة للعب كلما غادرت الميدان.. والخوف كل الخوف ألاّ يكون لصابر المحمدي معوّضا في الأولمبي الباجي. ابراهيما والبقية مرة أخرى يجمع الحاضرون بملعب المرسى على أن اللاعب ابراهيما كامارا في واد وبقية اللاعبين في واد آخر بمن في ذلك أبناء كمال الشبلي. فمتوسط الميدان الغيني كان أبرز العلامات المضيئة على امتداد اللقاء ولم تمنعه لا أرضية الملعب ولا حرارة الطقس من التألق المعهود.. دون أن ننسى المردود المتميز لأنيس مطار باشا والحارس قيس العمدوني والظهير رودريڤ موندونڤا. يحتاج بعض الوقت المنتدب الجديد حمودة لمعمري أخذ مكان بسام السايبي خلال الشوط الثاني.. أدى حمودة ما عليه وأكد أنه يحتاج بعض الوقت وظروف مباراة أخرى غير مباراة المرسى لابراز كامل مؤهلاته وتقديم الاضافة المرجوة للخط الأمامي ل«اللقالق». لا مفرّ بعد مباراتين لم يسجل خلالهما الأولمبي هدفا ولم يقبل أهدافا تأكد الجميع في باجة من ضرورة تطعيم الخطّ الأمامي بمن يصنع الخطر قبل أن نتحدث عن التهديف في حدّ ذاته ولعل الحلّ في تأهيل الجزائري سفيان بن شريفة وربما انتداب الميساوي أو السليتي. فالمهاجم بسام المناعي ولئن تحسن مردوده في القادم من الجولات لا يمكنه تحمل عبء الهجوم بمفرده على امتداد الموسم.