اهتزت مدينة صفاقس ليلة البارحة على خبر وفاة المهندس البلدي عبد الرزاق العايدي بعد أن انفجر عليه مدفع رمضان فأرداه قتيلا على عين المكان مع جروح متفاوتة أصابت جنديين كانا على مقربة منه . الانفجار جد في حدود الساعة السابعة و 10 دقائق وهو توفيت الإفطار بمدينة صفاقس ، و كان المهندس عبد الرزاق العايدي مرفوقا ب 4 جنود و زميل بلدي له قد تحولوا إلى منطقة الشقاف – قرب مشروع تبرورة – للقيام بالتجربة الأولى لتشغيل مدفع رمضان الذي كتم صوته منذ أكثر من 7 سنوات تقريبا . طلقة واحدة و صورة الحادثة كما رواها شاهد عيان ل « الشروق « تقول أن الجنود الأربعة بما فيهم ضابط من قواتنا الجيش الوطني ، كانوا يرافقون المهندس عبد الرزاق العايدي مع أحد زملائه من البلدية للقيام بالتجربة الأولى لمدفع رمضان الذي تعطل منذ سنوات . المدفع الذي تقام عليه التجربة عبارة عن أنبوب من الفولاذ تم شده إلى التراب بعد شحنه بالمفرقعات « الكسكسي « .. المدفع كان في اتجاه البحر بطريق سيدي منصور كلم 5 تقريبا و قد استكمل الخبراء تجهيزه منتظرين لحظة أدان المدفع لإشعال الطلقة الأولى . الجميع كان ينتظر تلك اللحظة السعيدة بما فيهم المهندس البلدي عبد الرزاق العايدي في وقت لم يتمكن فيه الفضوليون من الاقتراب من المكان استجابة للتعليمات التي صدرت من المسؤولين خوفا على سلامة الحضور .. ارتفع صوت الأذان ، ومعه تم اشعال فتيل المدفع الذي لم ينتظر لحظة واحدة لينفجر في وجه المهندس البلدي الذي كان على مقربة منه و لم يترك مسافة تتجاوز المتر الواحد بينه و بين المدفع .. لحظة الانفجار ، انبطح الجنود الأربعة إلا الضحية عبد الرزاق العايدي الذي كان منشغلا بالحدث البارز في رمضان صفاقس ..قوة الانفجار أتت على وجهه بالكامل و على جزء من بطنه مما جعله يسقط أرضا يتلوى في دمائه و يلثذقى حتفه على عين المكان ، في حين أصيب جنديان بجروح وصفت بالمتفاوتة .. خسارة للبلدية و للثقافة مات عبد الرزاق العايدي الذي كان منشغلا بموضوع المدفع و أعطاه كل وقته من أجل إعادة «المشروع البلدي « الذي كان في الواقع استجابة لمطالب أهالي صفاقس و متساكنيها الذين ينادون باستمرار بعودته إلى الحياة بعد أن فضل المجلس البلدي السابق الإستغناء عن خدمته . صفاقس ، اهتزت البارحة على وقع الحادثة الأليمة ، و قد تحول الأهالي إلى منطقة تبارورة بصفاقس للتأكد من الخبر الأليم الذي أتى على المهندس عبد الرزاق العايدي وهو كما عرفته وجه بلدي معروف و وجه جمعياتي له أكثر من مساهمة في المهرجانات الصيفية و خاصة منها مهرجان صفاقس الدولي باعتباره من الوجوه البارزة بالمهرجان علاوة على مسؤولياته البلدية المعروفة . الجهات الأمنية بصفاقس فتحت تحقيقا في الموضوع للتأكد من كل ملابسات الحادث الذي جعل مدينة صفاقس لا تنام البارحة بين مصدق و مكذب للخبر الذي أتى على المهندس البلدي في اليوم السابع من شهر الصيام .. بقى أن نشير إلى أن مدفع رمضان صفاقس و بوفاة المهندس البلدي عبد الرزاق العايدي أتى منذ تشعيله في الستينات على 3 أرواح بعد وفاة والد و إبنه منذ سنوات بفعل المدفع ، و ها هو البارحة يأتي على الضحية الثالث ..تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ورزق أهله و ذويه جميل الصبر و السلوان و إنا لله و إنا إليه راجعون ..