للمرة الثانية على التوالي التقى الفنان والمطرب لطفي بوشناق بجمهور قرطاج الذي حضر بأعداد غفيرة واستمتع بأروع الأغاني الطربية وأخرى مجّدت العروبة وما زاد في تلك المتعة قراءة لطفي للأشعار. لطفي بوشناق كان على ركح مسرح قرطاج الأثري ليلة أول أمس حيث قدم مضمون عرضه الذي كان مغايرا للدورة السابقة... صاحبه 21 فرقة الكورال و25 عازفا. وقد أطل لطفي على الجمهور مهرولا وهي طريقة جديدة ربما لدحض الارتباك أو كان مستعجلا لقاء محبيه الذين توافدوا بأعداد غفيرة (قرابة 10 آلاف متفرج) عكس العروض التونسية التي برمجت قبل هذا العرض. قصائد حب وعشق وأخرى طربية بعثت السكينة في نفوس جل الحضور وبالألحان المقدمة وطريقة الأداء استطاع بوشناق ان يروّض الجمهور الذي كان كله في حالة انصات تام في بداية الحفل ما عدا بعض التصفيق والتي كانت تنم عن الاعجاب بما يقدمه لطفي وهذا ليس بالغريب عن فنان يؤمن برسالته الفنية. لطفي وظّف كل طاقاته حتى ان تقاسيم وجهه لعبت دورا في لفت انتباه الحضور. غنى عن الحب فحرّك المشاعر وتغنى بالعروبة فبعث الحماس ومجّد تونس في احدى أغانيه فقوبلت بالتصفيق والزغاريد. بوشناق لم يكتف بتحريك المشاعر بل حرّك الأجساد في الجزء الثاني لأغانيه القديمة والتي رددها جل الحضور فترك هذا الفنان في حالة صمت ليتحوّل الى منصت في بعض الأحيان. وتجدر الاشارة ان الجمهور لم يبرح المكان طيلة العرض بل وغادره وفي النفس شيء من المرارة حتى أن أحدهم علق: «ما ضرّ لو واصل لطفي عرضه حتى السحور فأغانيه رائعة والفرقة المصاحبة عزفت أروع الألحان». عبد السلام السمراني