كتبها: محمد علي خليفة لا شك أن الصين تنظر بغير عين الرضا الى المناورات الامريكية الكورية الجنوبية التي انطلقت أمس الاول في البحر الاصفر وهي ترى الولاياتالمتحدة تزاحمها مرة أخرى في واحدة من أهم مناطق نفوذها. فالمناورات التي وصفت على نطاق واسع بأنها الاضخم في العالم بين دولتين بمشاركة 50 ألف جندي كوري ونحو 30 ألف جندي أمريكي، تحمل في الظاهر رسالة تحذير الى كوريا الشمالية خصوصا بعد اتهامها بناء على تحقيق دولي باغراق البارجة الكورية الجنوبية في مارس الماضي، مما ضاعف من حدة التوتر آنذاك ووضع شبه الجزيرة الكورية على حافة الحرب مجددا. ولئن كانت بيونغ يانغ على دراية بهذه الرسالة وفحواها وأهدافها وحذرت مما سمته استفزازا لها وتوعدت بالرد الحازم والقوي على أي عمل عسكري يستهدفها فإن الرسالة غير المعلنة من وراء هذه المناورات موجهة أساسا الى الصين التي باتت تمثل مصدر القلق الرئيسي لدى الولاياتالمتحدة في ضوء المؤشرات والتقارير التي تجمع على أن الصين ستكون القوة العظمى في غضون أعوام وهو ما يهدد العرش الامريكي بجدية. وقد دأبت الولاياتالمتحدة على عدم الاكتفاء بالتحذير وكانت تقدم في كل مرة على اتخاذ خطوات عملية لانذار خصومها، وكما ضغطت في وقت سابق على روسيا حين قررت نشر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا اتجهت اليوم مباشرة الى هدفها وأقدمت على استعراض «عضلاتها» العسكرية على مقربة من الحدود الصينية، بل داخل منطقة نفوذ صينية بالأساس. وربما هذا ما يفسر ردة الفعل الصينية الغاضبة تجاه هذه المناورات حيث حذرت بيكين من الانفلات الامريكي والتعامل مع بقية الدول بمنطق القوة وعدم الاكتراث لمصالحها الحيوية... والاهم في كل ذلك أن الصين حذرت بلهجة صارمة من أنها لن تصمت على استمرار هذا النهج الامريكي ولن تقف مكتوفة الايدي أمام هذه المحاولات المتكررة للتعدي على مصالحها. انها اذن مواجهة غير مباشرة بين أمريكا والصين على ميدان «محايد» لكنه قريب جدا من الارض الصينية وهذا ما ينذر بتطور الامور الى مزيد من التوتر ويؤكد أن الامر أخطر من تدريبات عسكرية تجري على امتداد أيام وينتهي كل شيء بل هي بداية لمعركة قد لا تنتهي سريعا.