سقط بين الليلة قبل الماضية وصباح أمس عديد القتلى والجرحى في المواجهات بين جيش المهدي والشرطة العراقية التي حلت محل الأمريكيين في ملاحقة المقاتلين الموالين للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.. وخارج النجف تجددت الهجمات على قوات الاحتلال بينما سجلت عمليات أخرى لمتعاونين مع القوات الأمريكية. وعلى الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرا والذي أتاح وضع حدّ للقتال الضاري بين جيش الاحتلال الأمريكي وجيش المهدي إلا ان التوتر ظل سائدا في النجف والكوفة خصوصا إلى ان تجددت المواجهات الليلة قبل الماضية في النجف. قتال في النجف وهذه المرة «نابت» الشرطة العراقية عن الأمريكيين ذلك ان المواجهات التي بدأت الليلة قبل الماضية وتواصلت إلى صباح أمس كانت بينها وبين مقاتلي جيش المهدي. وكان من الواضح ان شرطة النجف استعجلت تنفيذ تعليمات الحكومة المؤقتة في بغداد بمنع استمرار التنظيمات المسلحة المناهضة للاحتلال وهو ما يفسر التصادم الذي حدث بين الشرطة وجيش المهدي في النجف. وبايعاز من سلطة الاحتلال كانت الحكومة الجديدة التي يقودها اياد علاوي قد لوّحت باللجوء إلى القوة ضد الميليشيات التي لا ترضخ للأوامر المتعلقة بالقاء السلاح. وكان جيش المهدي هو المعنى في المقام الأول بهذا التهديد. وأكد معاونو مقتدى الصدر ان الشرطة العراقية هي التي بادرت إلى اطلاق النار على نقاط مراقبة تابعة لجيش المهدي في البلدة القديمة داخل النجف قرب مرقد الامام علي وكذلك عند اطراف المقبرة مترامية الأطراف التي باتت بمثابة قاعدة بالنسبة إلى المقاتلين الموالين للصدر. وتحدث محافظ النجف عدنان الذرفي عن مبادرة مقاتلي جيش المهدي إلى مهاجمة دورية للشرطة في أحد الأحياء القريبة من المقبرة مضيفا انه يعطي «مهلة» بأربع وعشرين ساعة للقوات الموالية للصدر كي تنهي جميع المظاهر المسلحة من المدينة. ورد قيس الخزعلي الناطق باسم مقتدى الصدر بتحذير محافظ النجف من مغبة اقتحام البلدة القديمة بواسطة قوات أمريكية مؤكدا ان جيش المهدي يرفض أي تهديد في هذا المعنى. وفي المقابل عاود أمس اياد علاوي رئيس الحكومة المؤقتة في بغداد تهديد مقتدى الصدر باللجوء إلى القوة لفرض احترام «القانون والسبل السلمية» على حد تعبيره. وحسب آخر حصيلة فقد قتل 5 أشخاص بينهم 3 من أفراد الشرطة زيادة على جرح 14 آخرين على الأقل في الاشتباكات التي استغرقت عدة ساعات. وقال سكان بعض الأحياء التي وقعت فيها الصدامات ان جنودا كانوا يقاتلون إلى جانب الشرطة فروا في حين وقع آخرون في قبضة المقاتلين الموالين للصدر. وكانت الشرطة العراقية قد استعانت بوحدات من الدفاع المدني وهو جهاز أمني شبه عسكري انشأه الأمريكيون. وبعد ساعات من القتال تمكن رجال جيش المهدي من الاستيلاء على مركز تابع للشرطة العراقية. وقبل توجيه الاتهام إلى الشرطة باعتبارها الطرف المبادر إلى استخدام القوة ضد المقاتلين المؤيدين للصدر، كان مساعدو الزعيم الشيعي قد اتهموا عناصر من فصائل أخرى بمحاولة افشال الهدنة السارية منذ مدة. وأكد قيس الخزعلي ان مسلحين في سيارة للشرطة اطلقوا النار على منزل مقتدى الصدر في حي «الاشتراكي». مزيد من الهجماتوشهد العراق أمس مزيدا من الهجمات على قوات الاحتلال وعلى المتعاونين معها. وانفجرت أمس عبوة ناسفة لدى مرور قافلة عسكرية ايطالية وعناصر من جهاز الدفاع المدني العراقي في مدينة الناصرية. وحسب قائد قوة الدفاع المدني في المدينة فإن الانفجار الذي وقع على مسافة 200 متر من مبنى المحافظة التي خلف اصابات. وفي «الغالبية» وقرب بعقوبة (شمال شرقي بغداد) جرحت أمس طفلتان عراقيتان اثر سقوط قذيفة هاون خطأ على منزل عائلتهما. وكان القصف يستهدف على ما يبدو مقر قيادة للدفاع المدني العراقي في المنطقة. وفي الموصل جرح الليلة قبل الماضية 3 أشخاص اثر انفجار عبوة ناسفة اثناء مرور السيارة التي كانوا يستقلونها في حي يقع شرقي المدينة.