بعد عرض ناجح جماهيريا وفنيا بالقصبة في اطار مهرجان بومخلوف بالكاف... كان العرض الثاني للمنسيات بالشمال الغربي بفضاء البازيليك الأثري في اطار فعليات المهرجان الدولي بطبرقة. وكالعادة ظل هذا العرض الفرجوي والغنائي مفتوحا وقابلا للتجديد من سنة الى اخرى كأننا نشاهدها لأول مرة في كل مرة. وبين عرض وآخر ظل الفنان لسعد بن عبد الله يفاجئنا بفقرات ووجوه جديدة في المنسيات ولعل هذا هو السر في طلب هذا العرض وتواصله في المهرجانات الصيفية (22 عرضا هذه السنة) وقد كان عرض المنسيات استثنائيا في «البازليك» لأسباب عديدة اهمها اقبال الجمهور وتفاعله الراقي مع لوحات «المنسيات» حيث صفق وانبهر بكل الاغاني وتفاعل مع التعابير الركحية والطريفة في العرض... خاصة مع الاداء المتميز والتلقائي والعميق للممثلين ولكل عناصر عرض المنسيات في مستوى الغناء او في مستوى المسرح. وعندما يلتقي الفضاء الركحي لبرنامج فني ويلتقيان في القدم والتاريخ تكون الفرجة راقية ولهذا السبب كانت للاغاني التراثية نكهة خاصة ومذاقا مختلفا عن فضاءات اخرى عرفت بها المنسيات. وعرض «البازليك» ذكرنا بالضبط بعرض «المنسيات» في قرطاج والمسرح البلدي وهي من المعالم التونسية الجميلة التي لها نفس القيمة والتي تعطي للفن افقا ارحب ومتعة مشاهدة خاصة. للتذكير فإن «المنسيات» تختم جولتها هذه الصائفة يوم 26 اوت بمهرجان بلطة ببوسالم.