«رقّوه» «عيّنوه» «سمّوه» «جمّدوه» «عزلوه» هي عناوين خمس نوبات تقليدية شعبية تنشط في كل صائفة في مهرجانات الاشاعة التي تسبق حركة نقل المسؤولين محليا وجهويا ووطنيا ولها فرق محترفة في تلحينها وعزفها وأدائها وعليها تشطح آلاف الجماهير الى حد «الدوخة» والغوص في مستنقع اللاوعي حيث ينشط توأم الفرح والشماتة في تبريد القلوب الباردة في القطب الشمالي من الصدور الباردة. نعم في كل صائفة وفي هذا الغرض بالذات تقام للإشاعة مهرجاناتها المحلية والجهوية والوطنية، تماما كمهرجانات العصيدة حيث الكُلّ «يعصّد» ومهرجان البسيسة حيث الكل «يُبسّس» ومهرجان الرفيسة حيث الكل «يرفس» ومهرجان «العُولة» حيث الكل «يحمّص ويبارك للروحو» فتارة يزيد الماء وأخرى يزيد الدقيق وطورا يزيد الدقيق للماء، ولكل أغنية من أي نوبة من النوبات الخمس مرجعها التراثي والكل يسعى ويتفانى في تهذيب لحنها السماعي. فهذا يضعها في سلم «استُفيد» والآخر في سلم «مصدر موثوق به» وثالث في سلم «قالوا» ورابع ينسب القول الى «عرصة من فوق» وهكذا دواليك ما دمت فاتحا أذنيك ولمهرجانات الاشاعة «روتانتها» و«ستار أكديميتها» ومسرح قرطاجها ومسارحها في الهواء الطلق، وفي فضاءات المدخنين وغير المدخنين حيث ترى دخانا وتسمع بقبقة ولا ترى شيشة والاشاعة كذب والكذب يعرف ب«البلّوط» والبلوط هو ثمرة شجرة الخفاف وهي ثمرة تستهوي أكلها الحيوانات وخاصة منها البقر والبغال والحمير والخنازير ذلك هو «البلوط» الغابي فهلا يكون «البلوط» البشري غذاء أيضا؟ ولمن؟ الجواب لا أعرفه ولكن كل ما أعرفه اعترف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث أم لم تعترف، وعرفت أهل المعارف أم لم يعرفوا أن أنشط وأكبر مهرجان لا يحتاج لا للدعم ولا للإدارة ولا للبرمجة ولا للتسيير ولا يدخل في خانة الربح والخسارة ولا يشكو من قلة الاقبال عليه، بل من كثرته، إنه «مهرجان البلوط»!!!