يبدو أن المدرب الفرنسي بيار لوشانتر مصرّ على إثارة الجدل في كل الفرق التي يدربها فلئن اعتمد على سياسة إبعاده النجوم خلال الموسم الماضي مع النادي الإفريقي فإنه طبّق خلال الفترة الماضية خطة تكتيكية مدارها (352) صلب النادي الرياضي الصفاقسي وهي الخطّة التي طالب البعض الآخر بنسفها على الفور كما فعلت عدّة أندية مصرية بالرغم من أنها حققت عدة إنجازات بفضل هذا المنهج التكتيكي المعتمد أساسا على جناحين متميزين هجوما ودفاعا. هذه الخطوة التي أقدم عليها الفني الفرنسي جعلت الآراء تختلف بشأنها بين مؤيد ورافض ولكل واحد منهما حججه وقناعاته ولعل الطريف في الأمر أن آخر المعلومات تشير إلى أن القوافل الرياضية بقفصة والأولمبي الباجي قد يسيران على درب ما سطّره الفني الفرنسي في فريق عاصمة الجنوب وذلك خلال الجولات القادمة وهو ما قد يؤثر بأن لوشانتر سيمهد لثورة كروية تكتيكية في بلادنا. «الشروق» رصدت بعض المعطيات المتعلقة بهذه الخطة التي طبقها لوشانتر صلب النادي الصفاقسي وكذلك آراء أشهر المدربين في العالم بالإضافة إلى اراء ثلاثة مدربين تونسيين وهم على التوالي: فريد بن بلڤاسم وشهاب الليلي وتوفيق زعبوب فكان التحقيق التالي: خطّة 352 نجحت بها عدة فرق نجحت عدة فرق في العالم من استثمار خطة (352) وتطويعها في تحقيق عدة إنجازات ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى أن الأهلي المصري حصد أكثر من 18 لقبا مع البرتغالي جوزي مانويل وتأهل لكأس العالم للأندية في أكثر من مناسبة اعتمادا على هذه الخطة والأمر نفسه بالنسبة للمنتخب المصري الذي حصد 3 ألقاب قارية (200820062010) استنادا على هذه الخطة وفي نهائي كأس رابطة الأبطال الأوروبية عام 2005 بأسطنبول حقق ليفربول الانقليزي معجزة حقيقية بملعب «كمال أتاتورك» عندما قلب تخلفه بثلاثة أهداف لصفر أمام ميلان الإيطالي إلى تعادل دراماتيكي بمجرد أن أقدم مدربه «رافايل بينتاز» على تغيير أسلوب الفريق من (442) إلى (352) وتوج بطلا لأوروبا انذاك بفضل ركلات الترجيح. الأولمبي الباجي وقوافل قفصة يسيران على نحو النادي الصفاقسي عندما يلعب النادي الرياضي الصفاقسي بهذه الخطة فإنه لا غرابة في أن نشاهد مستقبلا عدة فرق أخرى قد تسير على منواله وهو ما حدث فعلا على أرض الواقع والبداية كانت بالأولمبي الباجي الذي يبدو أن مدربه الجزائري رشيد بلحوت سيطبقها خلال مقابلاته القادمة وذلك اعتمادا على الأسماء التالية: ثلاثة مدافعين محوريين: علي الهمامي وأكرم ساسي وأنيس مطار باشا خمسة لاعبين في وسط الميدان: ابراهيما وصابر المحمدي وخليل الجلاصي ورودريغ ونضال النفزي مهاجمان: قربوج وبسّام المناعي وقد انسحب الأمر نفسه على فريق القوافل الرياضية بقفصة الذي سيعتمد على خطة (352) في عدّة مقابلات خلال الأيام القليلة القادمة. ماذا قال فينغار وكابيلو ومورينهو ورينوس؟ أرسين فينغار: تحدث مدرب أرسنال الانقليزي عن خطة (4 4 2) قائلا: «إنها الطريقة المناسبة لكل الحالات داخل الملعب لأنها تساعد 60٪ من لاعبي الفريق علي تغطية 60٪ من مساحة الملعب أثناء المباراة ولا توجد طريقة أخرى تحقق لنا ذلك». وعندما سئل عن سبب عدم اعتماده على خطة (3 5 2) قال «فينغار» : «إذا كان عندي ظهير بمواصفات كافو أوروبرتو كارلوس كل منهما لديه قدرات هائلة في التحرك هجوما ودفاعا على الأطراف ويعرفان جيدا مهام مركزهما لغيرت طريقة اللعب الي (3 5 2) على الفور بدل خطة (4 4 2». فابيو كابيلو: «لديّ قناعة تامة بأنه لا يمكنك أن تلعب طوال الوقت بنفس الطريقة، ولكن كل طريقة تعتمد على نوعية اللاعبين في فريقك». جوزي مورينهو: «يجب أن تكون جاهزا للتغيير وفقا لقدرات الفريق وعلى سبيل المثال عندما كنت مدربا لتشلسي لعبت وقتا طويلا بمهاجم واحد تلك هي قدرات الفريق اللندني آنذاك، فلا يوجد عندي مهاجم آخر بنفس المستوى..». المدرب الهولندي رينوس ميغلر «في كرة القدم من الممكن أن تفوز أو تخسر بأي طريقة ولكن من المهم أن تلعب بالطريقة التي تتناسب مع قدرات لاعبيك». فريد بن بلقاسم تحدثنا في بداية الأمر الى مدرب القوافل الرياضية بقفصة بحكم أننا سنشاهده يجسد خطة (3 5 2) خلال الأيام القادمة فقال فريد بن بلقاسم: «في البداية لابد من التأكيد على أن اختيار الخطة التكتيكية يستجيب قبل كل شيء الى قدرات اللاعبين الذين بحوزة النادي مع العلم أن خطة (3 5 2) لن تكون سوى خطة واحدة من الخطط التي سنعتمدها خلال الجولات القادمة لأننا سنغير رسومنا التكتيكية من مقابلة الى أخرى وذلك حسب خاصيات المنافس وقدرات لاعبينا ولا بد من التأكيد على أن خطة (3 5 2) خطة هجومية وتساعد على خلق التفوق العددي على مستوى وسط الميدان خاصة في ظل الاعتماد على خدمات جناحين قادرين على خلق الخطر في الجهتين اليمنى واليسرى كما هو الحال في فريقنا (حمزة الأدب وعبد القادر ضو). شهاب الليلي طبق هذه الخطة مع أمل حمام سوسة سوسة سبق للمدرب شهاب الليلي أن اعتمد خطة (3 5 2) صلب فريقه السابق الأمل الرياضي بحمام سوسة لذلك تحدثنا اليه فأكد ما يلي: «تاريخيا ظهرت خطة (3 5 2) لأهداف هجومية بحتة وفيها توجه خاص للعب على الرواقين شرط توفر جناحين يتمتعان بمواصفات فنية وبدنية عالية مع ثلاثة مدافعين محوريين يجيدون اللعب بالساق لأن أحدهم سيجد نفسه أن يصبح في خطة ظهير أيمن أو ظهير أيسر إذا تطلب الأمر ذلك بهدف التغطية وشخصيا طبقت هذه الخطة صلب الأمل الرياضي بحمام سوسة خاصة عندما كنا نلعب في الرابطة الثانية لأننا كنا نبحث عن لعب الهجوم وتحقيق الانتصارات فهو ما نلاحظه حاليا صلب النادي الرياضي الصفاقسي لكن طالما أن الفريق يواجه منافسا يعتمد على خدمات مهاجم وحيد فيصبح المدرب الذي يعتمد على خطة (3 5 2) في إحراج حقيقي إذ ما هو الداعي من التعويل على خدمات 3 مدافعين محوريين في ظل تواجد مهاجم وحيد؟! وشخصيا أعتقد أن خطة (4 2 3 1) تعتبر الأكثر توازنا..». ما رأي المدرب توفيق زعبوب؟ تحدثنا كذلك الى المدرب توفيق زعبوب فقال: «أظن أن اختيار خطة تكتيكية صلب الفريق تخضع قبل كل شيء الى المواصفات البدنية والفنية والذهنية للاعبين فخطة (3 5 2) تتطلب توفر جناحين متميّزين وكذلك وجود ثلاثة مدافعين محوريين يتمتعون ببنية جسمانية عالية وقدرة فائقة على ربح الحوارات الثنائية ولكن من سلبيات هذه الخطة أن المدرب يجد نفسه مجبرا على خسارة مجهودات لاعب ارتكاز هذا بالاضافة الى أن الفريق يمكن أن ينقاد للهزيمة إذا اعتمد المنافس على خدمات مهاجم واحد..».