تشير الاحصائيات الى أن قطاع البناء والصناعات المعملية على غرار النسيج والصناعات الغذائية والميكانيكية والفلاحة والصيد البحري من أكثر القطاعات التي تحصل بها حوادث الشغل القاتلة والأخطار المهنية كما يعتبر مرض العصب الناصف الذي يصيب الأعضاء الفوقية للعامل من الأمراض المهنية المصرّح بها الأكثر انتشارا. وقد أفاد الدكتور حليم حمزاوي (إدارة تفقد طب الشغل والسلامة المهنية) أن أهم أسباب هذه الحوادث القاتلة تعود الى سقوط الأشخاص وسقوط الأشياء والتعرّض الى الصدمات والى خطر الآلات الميكانيكية والانزلاق وعدم اتخاذ بعض العاملين في قطاع البناء والمصانع للاجراءات الوقائية اللازمة. ويشغل قطاع البناء والأشغال العامة ما يقارب 120 ألف عامل ويسجل حوالي 42٪ من حوادث الشغل القاتلة وقطاع الفلاحة والصيد البحري يسجل أكثر من 26٪ وحوالي 20٪ في قطاع الصناعات المعملية. وتم التصريح سنة 2009 بحوالي 233 حادثا قاتلا وفي سنة 2008 ب 210 حوادث قاتلة مقابل 208 سنة 2007. وأكد على أن تطوّر نمط الحياة وأساليب الانتاج ووسائل الاتصال الحديثة أفرزت أمراضا مهنية مستجدة مثل «الاعتلالات العظمية العضلية» والضغط «الستراس» ومشاكل نفسية وآلام في الظهر والرقبة بسبب البقاء لساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب. كما ان من بين الأمراض المهنية المستجدة بسبب تطوّر أساليب ونمط الانتاج بعض الأمراض التي اختفت وعادت للظهور مرة أخرى مثل «حمى الخنازير». ويدعو الدكتور الى ضرورة احترام قواعد السلامة للعمال وتوفير ظروف شغل ملائمة لحمايتهم من السقوط. كما ان أصحاب العمل والمؤسسات عليهم اتخاذ الاجراءات اللازمة والعمل على تدارك بعض الاخلالات المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية. من جهة أخرى وجب العمل على الرفع من نسب تغطية اليد العاملة في طب الشغل والنهوض بخدمات الصحة المهنية ودعم الحوار الاجتماعي داخل المؤسسات وتفعيل دورها كعنصر أساسي في منظومة الصحة والسلامة المهنية.