كشف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد دحلان ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية لم تنطلق عمليا، وان الجانبين لم يتوصلا بعد الى اتفاق على جدول الاعمال، مشيرا الى الصعوبات والعراقيل التي تحول دون التوصل الى اتفاق في أمد قصير وعلى رأسها الاستيطان. وفي مقابلة مع صحيفة «الحياة» اللندنية نشرتها أمس أوضح دحلان أن محمود عباس أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اللقاء الأخير في بيته انه لن تكون هناك مفاوضات إذا استؤنف الاستيطان، وذلك ردا على قول نتنياهو ان البناء في المستوطنات سيستأنف مجددا بعد انتهاء فترة التجميد المؤقت نهاية الشهر الجاري. اتفاق فوري وأوضح دحلان ان الجانب الفلسطيني يريد اتفاقا فوريا على الحدود لان اتفاقا من هذا النوع يضمن الاتفاق على القضايا الاخرى، حتى لو جاء التطبيق على مراحل. وأضاف: «حتى الآن لا توجد مفاوضات، المسألة بحاجة الى قرارات سياسية، لذلك الموضوع بكامله في يد الرئيس، ونحن معه في مواقفه التي اعلنها، وتحديدا في اختبار لنوايا نتنياهو وجدية الادارة الامريكية في مسألة تجميد الاستيطان». واضاف أن «الموضوع (الاستيطان) ليس شكليا، انه جوهري ويمس جوهر الحل النهائي ومستقبله وطبيعته، فإذا وافقنا على مفهوم نتنياهو للتفاوض في ظل الاستيطان، فهذا يعني قبولنا شرعيا ورسميا بالاستيطان الذي لن يكون شرعياً حسب كل القرارات الدولية». وتابع دحلان «وافقنا على التفاعل مع الحراك السياسي لإبداء حسن النوايا الفلسطينية في شأن رغبتنا في الوصول الى حل، مع ادراكنا المسبق ان نتنياهو لا يريد وغير مؤمن بحل نهائي او بحل دولتين». وأضاف: «الآن موقعنا التفاوضي افضل وروايتنا عن الاستيطان أقوى. بالأمس خرج بيان الاتحاد الاوروبي، والادارة الامريكية وعدت الرئيس انه إذا ذهب الى المفاوضات المباشرة، فإن هذا سيمكنها من إلزام نتنياهو وقف الاستيطان، وهذا كله مثبت في محاضر الاجتماعات». نقاشات سياسية واعتبر دحلان أن «ما يجري الآن هو نقاشات سياسية على أعلى المستويات، وهي طريقة مثلى في نظري اذا أرادت الادارة الامريكية حل الصراع. فالمواضيع استُنفدت نقاشا، والآن مرحلة اتخاذ القرارات السياسية. فاذا وافقوا على دولة على حدود عام 1967 بمساحتها الكاملة مع تبادل طفيف متساو، وعلى ان القدسالشرقية لنا والغربية لهم، وحل موضوع اللاجئين، عندها تجتمع الوفود لبحث التطبيق». لكنه شكّك في نوايا رئيس الحكومة الاسرائيلية. وقال دحلان إن «مفهوم المفاوضات الذي يريده نتنياهو شكلي احتفالي، ولن نسهم في هذه اللعبة، لدينا موقف عربي استنفد كل ليبراليته وعقلانيته مع الادارة الامريكية. ورغم اننا نقدر جهد الادارة الامريكية، الا انه لا يوجد أي تقدم في أي شيء، حتى في جدول الاعمال». وأكد دحلان ان الموقف الفلسطيني ثابت في موضوع تجميد الاستيطان، وتساءل: «كيف يمكن ان يفسر لنا نتنياهو انه جمّد الاستيطان أثناء توقف المفاوضات، وانه يريد استئنافه حينما تعود المفاوضات»، واصفا ذلك بأنه «استهتار بالمجتمع الدولي والادارة الامريكية».