وضع السيد حاتم بن سالم وزير التربية حدا لكل الشائعات التي رافقت العودة المدرسية على امتداد الأسبوع الماضي والتي شملت بالخصوص الاجراءات الجديدة لاصلاح المنظومة التربوية وذلك خلال برنامج تلفزي بثته قناة تونس 7 ليلة أمس في اطار سلسلة اللقاءات التلفزية مع أعضاء الحكومة التي أذن رئيس الدولة بتنظيمها لتجمع الوزراء بمختلف الاطراف ذات العلاقة بمجالات اختصاصاتهم.... وتحدث وزير التربية بكل صراحة وشفافية طوال هذا البرنامج عن مسائل عديدة كانت طوال الأيام الماضية الشغل الشاغل لأغلب العائلات التونسية بما أن الأمر يتعلق بالمنظومة التربوية... وقد اعترف الوزير بحصول هذه «اللخبطة» في ذهن المواطن في الأيام الأخيرة، لكنه ذكر في الآن نفسه بضرورة توخي الدقة من قبل وسائل الاعلام عند ايصال المعلومة وأيضا بضرورة اليقظة من قبل المواطن في مثل هذه الأمور لأن الاجراءات الرسمية في شتى المجالات لا يقع الاعلان عنها الا ببلاغات رسمية أو بمناشير وقرارات وزارية ممضاه أو بتصريحات رسمية من المسؤول الأول بالوزارة. عطل و«باك سبور» من أهم النقاط التي تعرض لها السيد حاتم بن سالم في اطار اجابته عن أسئلة الحضور هي العطل المدرسية وقال في هذا الشأن انه سيتواصل العمل خلال السنة الدراسية الحالية بالنظام القديم للعطل وأكد الوزير على أن مراجعة هذه العطل آتية لا محالة بعد التشاور مع أطراف أخرى معنية بالعطل هي الاخرى، لأنه لا يعقل ان تكون عطلة أطول من أخرى أو ثلاثي أطول من الآخر. كما أكد الوزير بشكل رسمي إلغاء «الباك سبور» لعدة اعتبارات مادية (ضغط على التكاليف) وبيداغوجية (تأثير سلبي على معدل الباكالوريا لدى البعض) وأخلاقية (تفادي بعض المظاهر غير الاخلاقية قبل وأثناء الامتحان لدى بعض التلاميذ.) تقييم التلميذ اجابة عن سؤال حول تقييم تلميذ الابتدائي والاجراءات الجديدة المتخذة في هذا المجال قال الوزير انه تقرر بداية من السنة الدراسية الحالية العودة لنظام الارتقاء بالاستحقاق عبر دفاتر جديدة تنص على الاعداد المسندة للتلميذ في كل مادة مع معدل الثلاثي ثم المعدل السنوي اضافة الى أعلى وأدنى عدد ومعدل في القسم. وأكد الوزير أيضا الاستغناء عن مناظرة «الكاتريام» أما مناظرتا السيزيام والنوفيام فسيتواصل العمل بهما مع الاكتفاء فقط بصبغتهما التقييمية ولن يؤثرا بالتالي على ارتقاء التلميذ من عدمه حيث أن الارتقاء أو الرسوب يكون فقط بالمعدل السنوي وسيقع اعتماد هاتين المناظرتين كمقياس للتوجيه نحو الاعداديات النموذجية (بالنسبة للسيزيام) ونحو المعاهد النموذجية (بالنسبة للنوفيام) ويمكن أن تساعد هاتان المناظرتان أيضا على ارتقاء تلميذ حصلت له مشاكل وسط السنة الدراسية (مرض مثلا). مغلقة قال وزير التربية انه وقع التخلي عن الأسابيع المغلقة التي أثبتت عدم جدواها بما أنها تكلف ضياع حوالي 56 يوما في السنة... وأضاف أنه سيقع الاعتماد على المراقبة المستمرة طوال كل ثلاثي حتى نعطي للتلميذ فرصة التدارك داخل نفس الثلاثي وليس في الثلاثي الموالي، وهي طريقة أثبتت جدواها في كل دول العالم. «كاباس» وانتدابات اجابة عن سؤال حول الغاء «الكاباس» قال الوزير ان ذلك غير صحيح لأنها مناظرة كبقية المناظرات وهي شرط ضروري (المناظرة) للانتداب بالوظيفة العمومية وطلب الوزير بضرورة اعلام الوزارة عند ملاحظة أي خلل في هذا المجال، إ ذ لا مجال للانتدابات العشوائية والمباشرة للتدريس. خصوصية تحدث وزير التربية عن الدروس الخصوصية وقال في هذا المجال انه للأسف تحصل بعض التجاوزات رغم أن الوزارة نظمتها بضرورة الحصول على ترخيص وأيضا بتحسيس الأولياء بتوخي الحذر فيها.. وذكّر بأن الوزارة على أتمّ الاستعداد دوما لاتخاذ اجراءات صارمة، قد تصل حدّ الرفت النهائي للمدرس عند ثبوت إخلالات. الزمن المدرسي تمّ الشروع خلال هذه السنة في تجربة نظام الحصة المسترسلة ببعض المؤسسات التربوية.. واعترف الوزير بأن معدل ساعات التدريس في تونس مرتفع (32 36 ساعة) بينما المعدل العالمي هو 22 ساعة.. ويقع التفكير الآن في مراجعة جذرية للزمن المدرسي حسب الوزير مع الأخذ بعين الاعتبار العناية ب«الساعات الجوفاء» للتلميذ وأيضا بالأنشطة التثقيفية والترفيهية من خلال إحداث فضاءات خاصة قرب المدارس التربوية على غرار ما نراه في الدول الأوروبية.. وأيضا من خلال إيلاء التربية الثقافية أهمية بالغة (المسرح الموسيقى السينما) في الزمن المدرسي. العلم... والمحفظة أجاب السيد حاتم بن سالم خلال هذا اللقاء التلفزي عن تساؤلات عديدة أخرى تتعلق خاصة بتحية العلَم الجديدة.. وقال انها طريقة معمول بها في عدة دول متقدمة وليست «بدعة» تونسية وإنه تمّ إقرارها بعد مشاورات وتحضيرات عديدة وقال انها طريقة سهلة (13 عبارة في 13 ثانية). كما أكد على أنه وقع الاعداد بشكل جيد لبرنامج دعم تكوين التلميذ في اللغات وأيضا لتكوين المربين في التكنولوجيات الحديثة اضافة الى وضع برنامج متكامل لدعم روح المبادرة والتطوع عند التلميذ.. وأكد أيضا على أهمية العناية بتجهيزات المدارس وخاصة ربط ما بقي من مدارس ابتدائية (40٪) بالأنترنات بعد ربط المعاهد بنسبة 100٪. وحول ثقل المحفظة في الابتدائي، قال الوزير انه تمّ اتخاذ عدة اجراءات هذه السنة للتخفيف منها (1200 غ للكتب في حين أن أكبر كراس هو رقم 24).. وعلى الأولياء الامتناع عن إثقالها بالكتب الموازية.