كشف جيريمي سكاهيل الخبير والباحث الأمريكي المختص في الشؤون الأمنية مؤخرا عن نشاطات شركة الأمن الأمريكية «بلاك ووتر» المتهمة بارتكاب جرائم عديدة في كل من العراق وأفغانستان، مشيرا الى أن الشركة تحولت الى شبكة أخطبوطية وعلى صلة كبيرة ببنوك دولية وتربطها اتفاقيات مع عدة دول. كما أوضح في وثيقة نشرتها مجلة «ذي نايشن» أن «بلاك ووتر» توسع نشاطاتها الأمنية في مختلف أنحاء العالم مستقوية بغطاء ودعم شركات عملاقة بعيدة كل البعد عن النشاط الأمني، مثل «مونسانتو» و«شيفرون» و«وولت ديزني» وبنوك استثمارية كبيرة مثل «باركليز» و«دويتشبانك» وذلك لتنفيذ مهمات أمنية وتجسّسية. حماية بوتو وكشف سكاهيل أن رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بنازير بوتو (والتي لقيت مصرعها في عملية تفجيرية محكمة التدبير) استعانت لدى عودتها من المنفى بشركة «بلاك ووتر» لتأمين حمايتها خلال حملتها الانتخابية عام 2008. وألمح الباحث والخبير الأمريكي الى أن «بلاك ووتر» كانت حذرة جدا خلال نشاطها الأمني في باكستان، لكن ثمّة أكثر من نقطة استفهام أثيرت حول تلك المهمات لاحقا، حين اكتشفت الصحافة الباكستانية أن من كانوا يشرفون على حماية بوتو هم عناصر أمنية أمريكية من شركة عرفت بتنفيذ عمليات قذرة، ولا تحكمها أعراف ولا قوانين. وفي هذا السياق، سيتذكر سكاهيل ما سبق وأن أعلنه القائد السابق للجيش الباكستاني الجنرال ميرزا أسلم بيغ حول امكانية تورط «بلاك ووتر» في اغتيال بنازير بوتو وأيضا رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ذراع لأجهزة الاستخبارات ويؤكد جيريمي سكاهيل أن الوثائق التي حصل عليها لا تدع مجالا للشك في أن «بلاك ووتر» تحوّلت الى ذراع لأجهزة استخبارات لشركات عملاقة منتجة لمواد مثيرة للجدل خاصة منها شركة «مونسانتو» عملاقة المنتجات البيوتكنولوجيا، وهذه الشركة مختصة في إنتاج البذور المحوّلة جينيا وتواجه معارضة كبيرة لمنتوجاتها ونشاطاتها من قبل جمعيات وحركات بيئية. وأكثر من ذلك يوضح الخبير الأمريكي في الشؤون الأمنية أن «بلاك ووتر» تعمل حاليا تحت أكثر من مسمى لتجنب الملاحقات وأن مديرها إيريك برينس يؤكد دائما على أن الشركة وفروعها تختار عادة العمل في دول تقل فيها الملاحقات الجنائية والحركات المناوئة واتحادات العمال والجمعيات الناشطة في مجال حقوق الانسان. واللافت في تقرير جيريمي سكاهيل هو أن مدير الشركة الذي انتقل للاقامة في أبو ظبي يسعى جاهدا الى تأمين موقع قدم لشركته في منطقة الشرق الاوسط، وهذا لا يعني أن «بلاك ووتر» لا تنشط فعليا في المنطقة، لكن يبدو نشاطها في هذه المنطقة محدودا خاصة بعد افتضاح أمرها في العراق، وتورّطها في اغتيال مدنيين وتنفيذ مهمات قذرة لم يكشف منها إلا القليل نظرا الى أن العراق أصبح في ظل الاحتلال ساحة مفتوحة ومكشوفة لأكثر من جهة أمنية واستخباراتية، ساحة يسهل فيها تنفيذ مهمات التصفية والاختطاف والتعذيب.