شكّل صيف 2004 موسم غياب لعدد من المطربين التونسيين سواء الغياب الكامل أو الغياب النسبي. فبورصة النجوم في موسم المهرجانات أسقطت من حسابها عددا كبيرا من المطربين مثل لطفي بوشناق الذي اضطره المرض الى الاكتفاء بنصف عرض في الزهراء إذ أن السهرة التي جمعته بآدم فتحي كانت سهرة ثقافية أكثر منها فنية. واذا كان صابر الرباعي شارك في بعض المهرجانات فإن حضوره لم يكن في المستوى الذي عرفناه في السابق إضافة الى إلغاء عرضين له وقد يكون ارتفاع «الكاشي» سببا في حضوره الضعيف والباهت... أما شكري بوزيان فقد اكتفى بعرض يتيم في حين فشل مقداد السهيلي في تحقيق حضور متميز في المهرجانات الى جانب غياب محمد الجبالي الذي فضّل التلفزة على المهرجانات أما سليم دمق فتكاد الذاكرة تنساه كمطرب! ولم يكن حظ نور الدين الباجي ولا عدنان الشواشي أفضل منالسابقين وإذا كان لابد من كلمة تلخص حال المطربين التونسيين في المهرجانات فهو الغياب الكامل أو الحضور الباهت! ولم تخلف حال المطربات كثيرا اذا استثنينا علياء بلعيد التي حققت حضورا ممتازا نتيجة عمل متواصل استمر ثلاث سنوات ولعل ما يجعلها جديرة بالاحترام هو تقديمها لانتاج خاص بنسبة 100 وجديد أيضا. إذا استثنينا علياء فإن حضور البقية لم يكن ملفتا للانتباه فأمينة فاخت لم تحقق نجاحا كبيرا رغم كثرة عروضها وصوفية لم تعرف النجاح الذي حققته في بورنين في حين كان نصيب نوال غشام ونبيهة كراولي متواضعا فهذه حصيلة المطربين في مهرجانات 2004 ولا شك أن عددا منهم مطالب بمراجعة جدية ودقيقة لمساره الفني واختياراته.