الكتاب على صغر حجمه إذ لا يتجاوز عدد صفحاته الواحد وسبعين صفحة يكشف كما يدل عليه عنوانه على «صحائف من تاريخ تطاوين الحديث». يقول عنه محمد سعد الشيباني في التقديم الذي كتبه له «... أمتعنا الأستاذ منصور بوليفة كعادته، بنفحات من المعلومات المحركة للسواكن والحاملة على التدبر والتفكّر سوف تنال اهتمام القراء والباحثين وتثيرهم...». في الكتاب بعد التقديم مقدمة كتبها مؤلفه تحدث فيها عن موقع تطاوين وعن تسميتها وبما هي نقطة عبور إلى إفريقيا مر منها رحالة كثيرون كالمركيز دي موريس والحشايشي..». تضمن الكتاب فصلين وخاتمة: فصل أول بعنوان «المشهد العام لورغمة 18821889 من الاستقلال إلى الاحتلال». بدأه بالتساؤل هل كانت ورغمة مستقلة عن سلطة بايات تونس كما تقول بعض الدراسات وهل يكفي أن يكون المركز دليلا عن عدم الانتماء؟ وبين الباحث استنادا إلى كتابات الفرنسيين أن ورغمة كانت مستقلة عن سلطة الباي ثم فند هذا الوضع استنادا إلى دعاوى ضباط الشؤون الأهلية... ثم تحدث الفصل لاحقا عما أسماه الباحث «التمدد الاستعماري في أراضي الجنوبالتونسي 18821883 وفي هذا المضمار أشار إلى حملة الجنرال «جامي» أفريل 1882 وحملة العقيد «لاروك» ديسمبر 1882 فيفري 1883. وفي مرحلة ثانية منه تحدث الفصل عن «السياسة الفرنسية في المنطقة 18831889 فتطرق إلى مشروع القبيلة المخزنية 1884 وإلى إنشاء المخزن النظامي 1888 ثم بحث في تنظيم التراث العسكري وفي الإدارة المدنية 18951925 في ظل المنظومة الاستعمارية.. واختزلت خاتمة الفصل التغييرات التي أمكن للاستعمار أن يدخلها على النظام القبلي في هذه المنطقة وذكرت فيما ذكرته أن «هذه التغييرات قد هزت أركان المجتمع القبلي هزّا عنيفا فقد أصبح البدوي المعتز بنفسه فقيرا وعليه أصبح أن يشتغل في الفلاحة أجيرا سواء لدى الأصحاب الجبالية أو الذهاب بعيدا إلى العاصمة للعمل في الموانئ أو مع الباعة المتجولين في سوق القرانة والسكن المتراص في «الوكايل» وتغيير اللباس ونوع الغذاء والعادات أيضا...». الفصل الثاني من الكتاب تناول مسيرة حياة محمد الصغير المقدميني 18531940 هذا الرجل كما يقول الباحث «الذي شغل الناس خلال مرحلة من تاريخ الجهة بل «الوطن كله في التاريخ الحديث» ثم قدم موقع بلدة المقدمين جنوب مدينة تطاوين وتحدث عما كتبه عنها الفرنسيون وتحدث عن سكانها ثم انتقل لاستعراض مسيرة حياة محمد الصغير المقدميني واندماجه في المشروع الثقافي الجديد والانفتاح عليه أي مشروع نظام الحماية ومحمد الصغير المقدميني كما يقول الباحث ثالث ثلاثة استوعبوا حقيقة المشروع الثقافي الجديد إلى جانب حمدان بن عثمان خوجة (17731840) في الجزائر ومحمد بن عثمان الحشايشي (18531911) من تونس. ثم تحدث الباحث بعد ذلك عن المناصب التي شغلها الرجل وتقلب فيها ومدى اهتمامه بالشأن الوطني العام واشتغاله خطة الكاهية ثم تحدث عن تكريمه بعد أن أصبحت تطاوين عملا مستقلا...