اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دوفيلبان ان المظاهرات الاحتجاجية ضد نظام التقاعد تعكس حالة التوتر والقلق التي تنتاب الشعب حيال سياسة الرئيس نيكولا ساركوزي، مؤكدا ان «فرنسا الحالية» ظالمة وغير منصفة. وقال دوفيلبان خلال حوار تلفزيوني مع قناة «فرانس 5» بثّ الليلة قبل الماضية إن حالة الغليان الشعبي تتجاوز مجرّد التنديد بمشاريع اصلاح نظام التقاعد، مضيفا أنها صيحة فزع شملت كافة أطياف الشعب الفرنسي. ورأى ان شعبية «الرئيس نيكولا ساركوزي» ستتدهور وتنخفض أكثر مما هي عليه اليوم، ما لم ينصت الى صوت الشعب وتخوّفاته. وأكد دوفيلبان ان الحل يكمن في بعث «فرنسا أخرى» تعمل وفق مبادئ الجمهورية الفرنسية وتعيد تكريسها على أرض الواقع، موضحا ان تقسيم الفرنسيين الى فرنسي أصيل وآخر من أصول أجنبية من شأنه أن يزيد من حدّة التوتر السياسي القائم وأن يدعم أفكار التقسيم العنصري والتفرقة العرقية في فرنسا. وعبّر عن خشيته من المد اليميني المتطرف في القارة الأوروبية مستشهدا بما أعلنته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأن «النموذج متعدد الثقافات» في ألمانيا قد فشل، وبيّن أن هذا المدّ المتطرف يتغذى من ثقافة الرعب وان واجبنا هو ارساء ثقافة التعايش المشترك بدلا عنها. وتابع أن سياسات نيكولا ساركوزي تجاوزت «الحدود الحمراء» على المستويات الاخلاقية والقانونية والدستورية.