أكدت الحكومة الأمريكية أنها ماضية في تنفيذ ما سيسفر عنه الاستفتاء الذي سيجري في جنوب السودان يوم التاسع من جانفي المقبل لجهة ما يؤكد عليه المسؤولون الأمريكيون من انفصال جنوب السودان، ودعا المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، سكوت غريشن الأطراف السودانية إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات التي تضمن عقد استفتاء السودان في موعده بشكل سلمي بما يعكس إرادة الشعب السوداني. وقال غريشن في مؤتمر صحفي الليلة قبل الماضية بمشاركة مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية جوني كارسون، ومسؤولة الشؤون الأفريقية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض سمانثا باور، إن الرئيس باراك أوباما قد أوضح أن السودان يمثل أحد أولويات الإدارة الأمريكية التي تنطوي على رؤية أمل وسلام ورفاهية لشعب السودان. وأضاف «إننا ملتزمون بإجراء الاستفتاء في موعده في كل من أبيي وجنوب السودان وعلى الأطراف المعنية أن تتخذ القرارات والخطوات اللازمة من أجل تحقيق ذلك». وأشار غريشن إلى أن قضية أبيي تحتاج إلى الفصل فيها كجزء من مجموعة أوسع من القضايا، وأن الولاياتالمتحدة ستشارك في جولة المحادثات التي سيعقدها ثابو مبيكي نهاية الشهر الجاري، وأن الولاياتالمتحدة ستتابع حكومة السودان للمساعدة في ضمان نقل الأموال التي ستمكن من إجراء الاستفتاء. وقال غريشن إن الولاياتالمتحدة ستواصل دعم جهود عملية الدوحة وجهود الأممالمتحدة في المنطقة، وستطلب من جميع الحركات المسلحة الدخول في مفاوضات سلمية، وإن الولاياتالمتحدة ملتزمة بعقد استفتاء أبيي وجنوب السودان في موعده، وسوف تعمل على التزام الأطراف بذلك، لافتا إلى أن هذه الأطراف مسؤولة عن التوصل إلى اتفاق يقوم الطرفان بتنفيذه. واضاف «إننا نريد أن نتأكد من وجود حماية للجنوبيين في الشمال ووجود حماية للشماليين في الجنوب، والأمر متروك للطرفين للتوصل إلى طريقة لمنع وقوع اضطرابات» ، منوها بأن الطرفين أكدا للولايات المتحدة التزامهما بذلك ولكل طرف حرية التأكد من حماية التابعين له. وقال كارسون من جهته إن الولاياتالمتحدة كثفت جهودها الدبلوماسية في هذه الفترة الحاسمة ، وضاعفت من وجودها الدبلوماسي الرسمي في السودان ، مضيفا أن السفير برنسيتون لايمان سوف يقوم بتسهيل المحادثات حول اتفاق السلام الشامل والمرحلة التي ستعقبه، وستواصل الوكالة الأمريكية للتنمية عملها حول طائفة واسعة من المبادرات. وأوضح كارسون أن الأطراف يجب أن تأتي ولديها استعداد لحل وسط واتخاذ قرارات صعبة بشأن منطقة أبيي وغيرها من المسائل، لافتا إلى أنه قد يكون من الممكن أن تكون هناك دولة جنوبية مستقلة تعيش في سلام جنبا إلى جنب مع دولة إسلامية إلى حد كبير في الشمال، وأن هناك نماذج اليوم في شرق إفريقيا لدول يعيش فيها المسلمون والمسيحيون بسلام بحوار ومع بعضهما البعض. وقال «من المرجح أن يظل مسيحيون في الشمال وأن تظل أعداد كبيرة من المسلمين في الجنوب ونريد أن يكون ذلك في أجواء سلمية وهادئة».