أكدت الوثائق العسكرية الأمريكية التي كشف النقاب عنها موقع «ويكيليكس» وقوف الشركات الأمنية الأمريكية وراء دخول العراق في أزمة طائفية وعرقية، مُدينة القوات البريطانية باغتيال طفلة عراقية أمام منزلها بالبصرة من دون أي مبرّر يذكر. وأوضحت الوثائق أن احدى الشركات الأمريكية الأمنية الخاصة ارتكبت جريمة بحق الشرطة العراقية والمدنيين في الثاني والعشرين من ديسمبر 2004. «كوستر باتلز» وأضافت أن رصاصات أطلقت صوب ضباط شرطة عراقيين داخل احدى نقاط التفتيش وأنها لم تأت من جانب المتمردين أو المجرمين وإنما من جانب شركة أمنية أمريكية خاصة اسمها «كوستر باتلز». وأبرزت ان الشركة الأمنية الخاصة فتحت نيران أسلحتها الرشاشة بكل دم بارد على حافلة صغيرة مزدحمة بالركاب وعلى سيارة مدنية. وأوضحت الوثائق فشل النظام العسكري الأمريكي في العراق حيث أن التنسيق بين المرتزقة وقوات التحالف والقوات العراقية كان شبه مفقود، إضافة الى عجز القوات الخاصة عن تطبيق قواعد الاشتباك وتسرّعهم عناصر القوات في إطلاق النار وقلة خبرتهم القتالية. وأشارت الى أن المرتزقة أصبحوا عنوان دخول العراق في أتون الاحتراب الداخلي خاصة بعد مقتل 4 متعهدين أمنيين في الفلوجة وترك أجسامهم مشوّهة ومتفحّمة. ونبّهت الجهات المسؤولة في «ويكيليكس» الى أنه وعلى الرغم من الفظاعات المقترفة من طرف القوات الامنية الخاصة فإن قوات الاحتلال الامريكي لاتزال تتمسك بهم وتمنحهم حصانة أمام القضاء. تفنيد وإدانة وفي سياق متصل، فنّدت وثائق «ويكيليكس» ادعاءات لندن بعدم ضلوع جيشها في استشهاد الطفلة العراقية حنان صالح مطرود 8 أعوام في أوت 2003. ودأب الجيش البريطاني على إنكار مسؤوليته عن الجريمة طوال سنوات بيد أنه لم يعلّق على الوثائق التي أدانته باغتيال حنان صالح. ونقلت صحيفة «ميل أون لاين صنداي» عن محامي حقوق الانسان فيل شاينر قوله: توقفت دبابة بريطانية في نهاية شارع بمدينة البصرة حيث كان الاطفال يلعبون... وكانت الفتاة تقف خارج منزلها وترتدي فستانا أصفر... وفجأة صعد من قلب الدبابة جندي بريطاني حاملا بندقيته وأطلق النار على الطفلة في وضح النهار. وأضاف: انتظرنا من وزارة الدفاع البريطانية تفسيرا، إلا أنها رفضت أن تؤكد أو تنفي علمها بالحادث. وشدد على أن المدنيين العراقيين كانوا يقتلون في هجمات دون تمييز، واستخدمت قوات الاحتلال ضدهم أسلوب «القتل غير المبرّر».