كنّا قد نشرنا الجزء الأول من مذكرات المربي المتقاعد السيد عثمان الهيشري والذي تحدث فيه عن بعض أحاسيسه ومشاعره التي انتباته وتنتابه مع كل موعد جديد مع العودة المدرسية. وفيما يلي نكمل الجزء الثاني من هذه الذكريات. وإن أنسى فلن أنسى أعظم يوم في حياتي المهنية والمتمثل في اللقاء التربوي حول المطالعة والذي أشرف عليه الأديب الأستاذ محمد العروسي المطوي رحمه الله بمدرسة بوشراي سليمان طيلة يوم كامل صحبة مجموعة من المتفقدين والمساعدين والمديرين فالمعلمين وفي مقدمتهم السيد المدير الجهوي المساعد للتعليم الابتدائي بالولاية. وكيف ألا أتذكر زيارات كبار المسؤولين والتكريمات التي نالتني والحمد لله وأنا على قيد الحياة عملا بمقولة أديب فرنسي «كلمة وفاء في حياتي خير من ألف كتاب بعد مماتي» وبالمناسبة رحمة الله على كل الزملاء والزميلات الذين انتقلوا إلى جوار ربهم وكيف أنسى ما فعله بي (موتوري وسيارتي وتلفازي الأبيض والأسود أما من تلاميذي وهم يتابعون مسلسل «أمي تراكي ناس ملاح». كيف لي أن أنسى كل هذا من عمري وهو قليل من كثير فحتى العطل بالنسبة لي كانت شكلية لأني كنت لا أعترف إلا بالكد والعمل. ويكفيني فخرا ما جنيته من محبة واحترام وتقدير والحمد لله فكيف لا أكون منشرحا هذه الأيام يا ابني «فما أحلى التلاقي» وإن كل شيء يوحي بالعودة المدرسية تلاميذنا وطلبتنا كالنحل العائد إلى الزهر «حركة المرور ووسائل النقل» الطقس الخريفي، نضج الثمار كالتمر والسفرجل والرمان والعنب والزعرور... ازدهار المكتبات ومحلات نسخ الوثائق... إلخ. وإن كنت أُحلت على التقاعد منذ مدة فإني اليوم أسلي نفسي بمتابعة دراسة أحفادي لقد خلقت لأن أكون مربيا يعشق العلم والعلماء وسأظل كذلك إلى آخر يوم من حياتي. فاللهم أنفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما. وما أحلى الرجوع... وسنة دراسية 20102011 مباركة على الجميع وشكرا. ❐ المربي المتقاعد عثمان الهيشري (زاوية الجديدي بني خلاد)