ونحن في بداية السنة الدراسية / وفي باب الخواطر تذكرت ما كنت أوليه من أهمية الى الوسائل التعليمية وكيف كنت أستنطقها في كتاباتي. لقد سبق أن نشر لي مقال عن السبورة بالنشرة التربوية عدد بتاريخ جانفي . وتعميما للفائدة أقدم لزملائي المربين الافاضل نسخة منها بعنوان: «السبورة تتحدث للمربين». أستسمحكم يا معشر المربين الافاضل في تقديم نفسي قبل كل شيء لان مسايرتي للتعليم تحتم عليّ احترامكم الاحترام اللائق بكم. الاسم: السبورة. اللقب: السوداء. والغريب أن بعض المعنيين بالامر يذكرونني بهذا اللون حتى لو أصبحت أحيانا خضراء. تاريخ الولادة: أبقيه للتكهنات. الجنسية: عالمية. مكان الولادة: ورشة النجارة وقد يقومون ببنائي على الحائط لاسباب لا فائدة في ذكرها. الوظيفة: أشتغل جميع أنواع الوظائف ولكن هذا لا يمنع من أن أبقى عاطلة في أكثر من مناسبة خلال كل سنة دراسية خاصة في العطلة الصيفية. مقر العمل: قاعة التعليم بصفة عامة ووجوبا أمام التلاميذ (على جميع المستويات). وقد أشتغل في أماكن أخرى منها ما هو متواضع ومنها ما هو ذو شأن عظيم كالتلفزة. شكل: مستطيلة، طولي يختلف من مترين الى أربعة لكن عرضي حافظ على متره وربما هذا يرجع الى اتفاق عالمي يمنعني من الاحتجاج أو من تقديم مقترح يرمي الى استغلال مساحة أكبر. الهواية: في الحقيقة متعددة، اذكر منها جمع الغبار اعانة المحتاجين والانتقام من المتهاونين. الوضع الاجتماعي: أجري على الله. ولكنني هذه المرة تركت جزءا من هوايتي. فلم ألتزم بالصمت وفضلت الثورة على الذين يحتقرونني فيتنكرون للعشرة التي تربطني وإياهم منذ زمن لا بأس به وينسون أنهم لولا قيمتي لما كنت أول أثاث ووسيلة تعليمية تدخل القاعة بعد بنائها. ولولا سوادي لتعطلت عملية التبليغ واستيعاب المفاهيم، ولولاي لأغلقت معامل الطباشير. لقد تصفحت النشرات التربوية وتألمت لعدم الاهتمام بي الاهتمام اللائق بمقامي. فقررت الدفاع عن نفسي بدون أن أكون متهمة حتى يفهم الجميع أني لا أقل أهمية عن كل الوسائل المعتمدة البصرية منها والسمعية متوخية في ذلك الموضوعية في تحليل الوضعيات ثم تقديم بعض الحلول العملية التي آمل أن يقتنع بها كل من آمن بجدوى استغلاله لي في سبيل الصالح العام. فأول ما تجدر الاشارة اليه هو ارتفاعي عن المصطبة والذي لم يتغير في عديد القاعات بالرغم من تعاقب أجيال من المربين والتلاميذ باختلاف طول قاماتهم في حين نرى المطربين يكيّفون المصدح كل حسب طوله ليتمكن من تبليغ صوته على أحسن وجه. قد تكون هذه المقارنة بعيدة عن المنطق لعدة اعتبارات ولكن هل من المنطق أن أكون في نفس الارتفاع في نفس القاعة مع سنوات مختلفة؟ أظن أن المديرين هم أدرى بهذا من غيرهم ولا أخالهم يجدون صعوبة في التفكير في موضعي السليم قبل مفتتح السنة الدراسية. والعملية لا تتطلب تحريكي الى أعلى أو أسفل كلما دعت الضرورة الى ذلك لان ذلك يقتضي عصا سحرية وإنما محاولة إبقاء تلاميذ الاقسام الصغرى مثلا بالقاعات التي يكون فيها ارتفاعي مناسبا لطولهم (). هذه الملاحظة قد يعتبرها الكثيرون سخيفة لانها لا تعطل المسيرة التربوية لكن من يدري لعل السخيف من الامور قد يصبح هاما في يوم من الايام. ومهما يكن من أمر فأنا في الواقع عرجت عليها تعريجا لانتقل الى ما هو أهم في وجودي معكم ويتمثل في ما يلي: بقلم المربي المتقاعد: عثمان الهيشري