كشفت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أمس أن روسيا وافقت على عودة قواتها الى افغانستان مقابل تخلي أمريكا عن نظام الدرع الصاروخي في بولونيا والتشيك مسبقا، فيما اعتبر الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف انه يستحيل على حلف شمال الأطلسي الانتصار في افغانستان وأن الانسحاب هو الخيار الأمثل. وقال تقرير «الاندبندنت» إن القوات الروسية ستضطلع من دول حلف «الناتو» بمهام تدريب الجيش الافغاني ووحدات مكافحة المخدرات كما يجري معها الحلف محادثات حول امكانية تزويد القوات الافغانية بطائرات مروحية وتدريب طياريها. العودة مقابل الدرع وقالت الصحيفة ان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد تخلى عن نظام الدرع الصاروخي في بولونيا والتشيك. كما حصلت موسكو على وعد بالتشاور معها حول أي برنامج بديل، مقابل تعاونها في أفغانستان. وتريد روسيا أيضا من حلف «الناتو» أن يقبل وجود القوات الروسية في أوسيتيا الجنوبية حيث بقيت مرابطة هناك بعد انتهاء الحرب التي اندلعت بينها وبين جورجيا قبل سنتين. ويصطدم هذا المطلب الروسي باعتبار الولاياتالمتحدة وحلفائها الاوروبيين بأن احتلال أجزاء من دولة عضوة في الحلف الاطلسي ليس شيئا يمكن الحديث فيه عن حلول وسط. «طالبان» من صنع أمريكا وعلى صعيد متصل قال غورباتشوف في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس إنه من المستحيل تحقيق نصر اليوم في أفغانستان. وأشاد بقرار الرئيس باراك أوباما بدء سحب القوات الأمريكية العام المقبل من هناك وهو القرار ذاته الذي اتخذه الرئيس السوفياتي قبل 20 عاما بسحب القوات السوفياتية بعد 10 سنوات من القتال في افغانستان. وشدد على أن واشنطن «ستجد صعوبة في الخروج من هذا الوضع». مشيرا الى أن الاتحاد السوفياتي «كان توصل الى اتفاق مع ايران والهند وباكستانوالولاياتالمتحدة قبل سحب قواته من افغانستان ويقضي بأن تكون الاخيرة دولة محايدة وديمقراطية تقيم علاقات جيدة مع كلّ جيرانها والولاياتالمتحدة». وأضاف قائلا «كنا نأمل أن تلتزم واشنطن بالاتفاق، فالامريكيون أعلنوا دائما أنهم يؤيدون ذلك، لكنهم في الوقت نفسه كانوا يدربون المقاتلين الذين يروعون اليوم افغانستان ومناطق أخرى في باكستان». وتابع ملخصا «سيكون الموقف بسبب ذلك أكثر صعوبة بالنسبة الى الولاياتالمتحدة للخروج من هذا المأزق». وحذر غورباتشوف من المقارنة بين الوضع الراهن في افغانستان والأمثلة التاريخية عن حروب فيتنام ويوغوسلافيا السابقة بالقول إن «ما يوجد في افغانستان مجموعات متفرقة نسميها نحن العدو».