شرعت وزارة الصحة العمومية في إعداد استراتيجية عمل بالتعاون مع وزارة البيئة تهدف الى ضبط كل الآليات الممكنة للتأقلم مع ظاهرة التغيرات المناخية وللتوقّي من مخاطرها المحتملة على الصحة العامة للناس والثروات والمكتسبات الطبيعية. وفي خطوة أولى استعدادا لتنفيذ هذه الاستراتيجية وقصد التأهب لمجابهة مخاطر التغيرات المناخية في قادم السنوات، شرعت إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة العمومية على امتداد الأسبوع المنقضي في تنظيم دورة تكوينية بأحد نزل جزيرة جربة لفائدة أعوانها وإطاراتها وذلك بالتعاون مع وكالة التعاون الفني الألماني وبحضور خبراء من أوروبا في مجال التغيرات المناخية وتأثيرها على الصحة. وصرّحت السيدة رجاء مازوزي (رئيس مصلحة بإدارة حفظ صحة الوسط) بأن تونس ليست في معزل عن ظاهرة التغيرات المناخية ومدى تأثيرها على منظومة التنمية في مختلف المجالات لا سيما في المجال الصحي، حيث يوجد في بلادنا وعي تام لدى مختلف الأطراف المعنية بخطورة الظاهرة..وأضافت أن الاستراتيجية التي يجري الاعداد لها تأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المناخية لبلادنا وأيضا الواقع الجغرافي والبيئي، باعتبار أن تنفيذ مثل هذه الاستراتيجيات يختلف من دولة الى أخرى. أمراض ذكرت رجاء مازوزي أن الأمراض المرتبطة بالتغيرات المناخية عديدة غير أنه يقع حصرها عادة في الأمراض المنقولة عن طريق النواقل (أي الحشرات وبعض الحيوانات) وأمراض المياه وأمراض الجهاز التنفسي إضافة الى المشاكل الصحية المرتبطة بالظواهر الطبيعية القصوى والتي تلي عادة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والبراكين والحرائق والتصحّر.. ومن المنتظر أن تدخل إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بعد التأهيل التام لمواردها البشرية في تنفيذ مختلف آليات هذه الاستراتيجية التي لم يتحدد بعد موعد انطلاقها لكن المؤشرات تقول إن ذلك سيكون في أقرب وقت ممكن بالنظر الى تسارع نسق التغيرات المناخية من سنة الى أخرى وما يرافقه من مخاطر صحية.