استضاف نادي محاورات مساء أوّل أمس الخميس المخرج السينمائي عبد اللطيف بن عمّار صاحب «النخيل الجريح»الذي أثار عدم تتويجه بالتانيت الذهبي في أيام قرطاج السينمائية جدلا كبيرا في الأوساط السينمائية التونسية وحتى العربية . بن عمّار صاحب الأفلام التي كتبت التاريخ الإجتماعي الحديث «سجنان»و»عزيزة»و»حكاية بسيطة «و»نغم الناعورة»وأخيرا «النخيل الجريح»لم يتوقّف عند عدم تتويج شريطه بل قال انّ هذه التظاهرة هي خاصة بسنة 2010 ولاعلاقة لها بتاريخ أيام قرطاج السينمائية كما وجدت لتكريم سينما التحرّر الوطني والتنمية وأكدّ أنّه من حق هيئة أيام قرطاج ان تختار أفلامها وجوائزها وفق نظرتها للسينما ويكفيه تتويج الجمهور الذي أقبل على مشاهدة الشريط بكثافة في قرطاج وفي الكوليزي وفي الريو. بن عمّار قال أيضا أنّ أعماله السّابقة واجهت تقريبا نفس المصير في السّابق لكنّ الجمهور والنقّاد عادوا إليها فيما بعد ليكتشفوا عمقها . لماذا النخيل الجريح؟ قال عبد اللطيف بن عمّار في بداية اللقاء ان مادفعه الى تقديم شريط عن حرب بنزرت هو الغموض الذي يلفّ هذه الحرب غريبة الأطوار فإلى حدّ الآن لا يعرف رسميا عدد الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن مبدإ الحرية والكرامة والإستقلال وذكر أنّه مسكون بتدوين تاريخ البسطاء الذين ماتوا من أجل تونس ولم يذكرهم أحد حتّى في شريطه «سجنان»كان هاجسه هو التعبير عن هؤلاء فالاستقلال لم يصنعه شخص ولا مجموعة بل صنعه مناضلون ماتوا في العتمة غالبا بن عمّار قال انّه حاول أن يجيب عن سؤال مؤرّق وهو ماذا يحب الجمهور ؟وذلك بعد ملاحظته لما تقدمه التلفزة من مسلسلات شوّهت مفهوم النضال واعتبر أن المسلسلات تغذّي مجموعة من المفاهيم الخاطئة التي يفترض أنّنا تجاوزناها مثل الجهوية والقبلية لذلك فشريطه «النخيل الجريح»يقطع مع كل هذه المفاهيم ويقدّم سيرة مواطن بسيط هو كمال بن محمود الذي مات من أجل الاستقلال . عبد اللطيف بن عمّار اعتبر أن سنة 1991 التي ينطلق منها الشريط سنة مفصلية في تاريخ العالم العربي بسبب حرب العراق والعنف الذي دمّر الجزائر وقد التجأ عدد كبير من المثقفين والمبدعين الجزائريين الى تونس هروبا من القتل المجاني وقد وقفت تونس بما تملك مع الجزائر لتتجاوز محنتها وهذا واجب لأن تونسوالجزائر وكل المغرب العربي شعب واحد . الدّعم عبد اللطيف بن عمّار قال انّه سعيد بشريطه لذلك يدافع عنه وهو ليس من المخرجين الذين يقولون كان بالإمكان أفضل مما كان وأكدّ أنّه من حق الجمهور والنقاد أن يشاهدوا الشريط وفق نظرتهم الخاصة ومن حقّهم أن يقيّموه كما شاؤوا . وإعتبر بن عمّار أنّه لا يعتبر السينما واجبا بل هي متعته الشخصية لذلك هو مقلّ في أفلامه لأنّه لا يقدّم شريطا إلاّ إذا كان مقتنعا بموضوعه وملّما به فالكتابة تستغرق منه وقتا طويلا وقد كان سعيدا بالوجوه التي قدّمها لأوّل مرّة مثل ليلى واز التي تقف أمام الكاميرا للمرّة الأولى وقد كانت رائعة في أدائها . في حديثه وردّه على أسئلة الحضور إعتبر بن عمّار أن الصيغة الحالية للدّعم السينمائي سيئة بل كارثة على السينما التونسية لأنّها تخضع السينمائيين الى مفهوم المناظرة لأن لجنة الدّعم مطالبة بأن تختار مشروعا أو مشروعين من جملة عشرات المشاريع وهو ما خلق مناخا عدائيا بين المخرجين والمنتجين لم يكن موجودا في السّابق فمن المفروض أن يمنح الدّعم للمشروع المقنع . ومن بين الذين حضروا اللقاء الناقد منير فلاّح الذي أكّد في تدخّله أن حرمان بن عمّار من التانيت الذهبي في قرطاج هو تواصل لحرمانه من المشاركة في «كان» وفق نظرة محدّدة في السينما تريد القطع مع سينما التحرّر الوطني التي يمثّلها بن عمّار وقال انّ هناك حملة مغرضة على الشريط وصاحبه . كما دافع عمار الخليفي عن شريط «النخيل الجريح»وأعتبره الأجدر بالتتويج لكنّه ذكر أن أيّام قرطاج السينمائية لم تعد تهتمّ بالسينمائيين التونسيين .