فصول صدمة جديدة تنضاف إلى الحزن والهم والغمّ الذي خلفته مقابلة المنتخب التونسي أمام بوتسوانا تلك التي جاءت على لسان الرجل الأول في جامعة كرة القدم علي الحفصي عندما لم يتردّد في القول بأنه من الأفضل «التضحية» بكأس أمم إفريقيا 2012! فكانت تلك الكلمات أشد وقعا على النفوس من هول صاعقة حقيقية حتى أن بعضنا لم يصدّق ما سمعه وظن أن الرجل كان يهذي أو أنه كان ثائرا وغاضبا بعد الهزيمة المهينة أمام منتخب بوتسوانا الملقّب ب«الحمار الوحشي» والذي كان يثير سخرية الأفارقة بالأمس القريب... ولكن تبيّن أن الحفصي لم يكن في عجلة من أمره بل قال ذلك بكل اتزان وثقة في النفس فلم يزدنا بذلك سوى حالة من الغليان والاستغراب والدهشة! إن السيد علي الحفصي يريد لمنتخبنا أن يرمي المنديل ويعلن السقوط المبكر إنه يريد لمنتخبنا بتاريخه وأمجاده وصولاته وجولاته أن يكتفي بدور المتفرّج في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 ولا عجب في أن يتحول أنصار منتخبنا إلى مشجعين مخلصين لمنتخبات إفريقية أخرى سواء العربية منها كما فعلنا مع الجزائر في مونديال جنوب إفريقيا أو أن نشجع منتخبا من إفريقيا السوداء مثل بوتسوانا بما أن الحفصي أراد لمنتخبنا أن يكون في الحضيض بحجة العمل على المدى البعيد وتجهيزه لعام 2014؟! إذا جاء كلام غير مسؤول كهذا من الرجل الأول في جامعة كرة القدم فلا غرابة من حالة الفوضى والتسيب التي شهدتها رحلة المنتخب إلى بوتسوانا والتي كانت شاهدة على فصول فضيحة أخري حاكها اللاعبون في غفلة من الحفصي وجماعته الذين خيّروا أجواء العيد على عناء أدغال القارة السمراء!