تعقيبا على الجدل الذي أثارته الضمانات الأمريكية الى اسرائيل بشأن تجميد وقتي للاستيطان قال أمين عام جامعة العرب إن العرب يملكون بدائل أخرى في حال فشل مساعي إعادة اطلاق مفاوضات السلام. واضح ان الأمين العام كان يلمح الى امكانية اللجوء الى مجلس الأمن أو الى الجمعية العامة للأمم المتحدة.. وهما خياران لا يساويان شيئا في نهاية المطاف.. لأن قرارا من مجلس الأمن لن يفلت من سيف الفيتو الأمريكي الذي لوحت به إدارة أوباما حين حذّرت «الطرفين» من اتخاذ خطوات أحادية في إشارة صريحة الى مسعى فلسطيني (وعربي) في هذا الاتجاه... كما أن قرارا من هذا القبيل وحتى لو أفلت من الفيتو الأمريكي فسوف يأخذه طريقه لينام في الرفوف الى جانب عشرات القرارات التي اتخذها المجلس (الموقر) والتي داستها اسرائيل بحماية أمريكية في استهتار واضح بقرارات الشرعية الدولية. أما خيار اللجوء الى الجمعية العامة للأمم المتحدة فإنه هو الآخر لن يساوي شيئا أكثر من الحبر الذي سيكتب به لأن قرارات الجمعية غير ملزمة ولا فرق بين استصدارها من عدمه في قضية في مثل تعقيدات القضية الفلسطينية. ماذا يبقى اذن؟ يبقى أن يعود الفلسطينيون الى أنفسهم وأن يوحّدوا الصفوف ويتوافقوا على استراتيجية واضحة تضمن وتؤمن رؤية واضحة لحل يفضي الى استرجاع الحقوق الوطنية المشروعة وفي طليعتها حق اقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية.. رؤية تفعّل كذلك ورقة المقاومة التي لا يمكن الاستغناء عنها نهائيا مع عدو مناور ومخادع مثل اسرائيل ولا يفهم غير لغة القوة كما حدث في خروجه المذل من جنوب لبنان. ويبقى ايضا ان يعود العرب الى أنفسهم وأن يراهنوا على شعوبهم وعلى قوتهم الذاتية لأن الحقوق لا تهدى وانما تسترجع بتفعيل كل مقومات القوة الكامنة في الأمة واستنفارها في خدمة قضاياها العادلة وفي طليعتها قضية الشعب الفلسطيني. أما التمادي في الاستجداء والاصرار عليه فلسطينيا وعربيا فلن يزيدا الا في منح اسرائيل الوقت اللازم لاستكمال تهويد الأرض ورسم ملامح الحل باعتماد غطرسة القوة وليس قرارات الشرعية الدولية.