أكدت مصادر ديبلوماسية أوروبية ودولية دخول التسوية الفلسطينية الاسرائيلية في نفق مظلم وتعرض الجهود الامريكية لاستئناف المفاوضات وتجميد الاستيطان لانتكاسة قاتلة فيما لوح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحل السلطة متهما واشنطن في ذات السياق بعدم الوفاء بأي وعد من وعودها تجاه عملية السلام. ونقلت جهات اعلامية متطابقة عن المصادر الديبلوماسية الرفيعة قولها: انه حتى نهاية الاسبوع المنصرم كانت الأمور مبشرة وكانت رسالة المسؤولين الأمريكيين متفائلة ومؤكدة بأن كل شيء على ما يرام وان التفاهم الأمريكي الاسرائيلي حول تمديد الاستيطان قد انجز وسيعلن خلال أيام الامر الذي سيفتح الأبواب أمام استئناف المحادثات المباشرة. ولكن... وأضافت: ان كل شيء تغير خلال أيام قليلة ومع مطلع الاسبوع الجاري اختفت نغمة التفاؤل ولم يعد أحد من المسؤولين الأمريكيين يتحدث أو يشير الى مجرد وجود بارقة أمل. وألقت باللائمة على اسرائيل التي اعتبرت أنها أضافت الى قائمة شروط تجميد الاستيطان الجزئي شروطا جديدة ارتأت ادارة أوباما أنها «تعجيزية» وتنبئ عن مماطلة اسرائيلية. واستعرضت ذات المصادر الشروط الصهيونية التي تمثلت في تنصيص بنود التفاهم الخطية على مواصلة الاستيطان في القدسالمحتلة خلال فترة التجميد وفي التأكيد بأن اسرائيل ستواصل نشاطها الاستيطاني فور انتهاء مدة التجميد (90 يوما) والمطالبة بعدم تحديد قضية الحدود بشكل خاص كموضوع للتفاوض خلال فترة التجميد ودون الالتزام بتحقيق تقدم في موضوع الحدود خلال مدة التعليق. ووصفت المطالب الصهيونية ب«الصاعقة» التي نزلت على أوباما مما وفر لبعض المسؤولين الذين اعترضوا على «الهبات الأمريكية» مقابل التجميد سببا كافيا لتأكيد سلامة مقارباتهم. ونسبت لبعض المسؤولين الامريكيين قولهم: ان نتنياهو تجاوز الخطوط الحمراء كثيرا وادخل «الجهود الديبلوماسية» نفقا مظلما لا يدري أحد متى ستخرج منه، هذا ان تمكنت من الخروج. هجوم... متأخر وفي ذات السياق هاجم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشدة الصفقة الامريكية الاسرائيلية الآخذة بالتبلور بعيدا عن الفلسطينيين. واعتبر أن هذه الصفقة تمثل خير دليل على عمق العلاقات الاستراتيجية الأمريكية الاسرائيلية متسائلا: لماذا كل هذا الدعم المالي والعسكري مقابل 3 أشهر من التجميد؟ وحدد التزام السلطة بخياراتها المتمثلة في انتزاع اعتراف أمريكي بالدولة الفلسطينية أو بإقرار مجلس الأمن بها. ونبه الى أنه على دولة الاحتلال تحمل مسؤولية احتلالها للأراضي الفلسطينية اذا فشلت الخيارات في اشارة الى امكانية حل السلطة. وشدد على ان السلطة لن ترضخ لأية ضغوط مهما كانت من أجل العودة الى المفاوضات من دون وقف شامل للاستيطان بما يشمل مدينة القدس.