بات المدرب باتريك لويغ محل انتقاد من جماهير الملعب التونسي وهناك من طالب بإقالته عقب أزمة النتائج الأخيرة لكن رغم ذلك ذلك ظل الرجل مستميتا وثابتا بالرغم من الحديث عن «ديكتاتوريته» وتوتر علاقته ببعض اللاعبين، كما برز إسمه على السطح مرة أخرى لتدريب الترجي. «الشروق» نقلت كل هذه النقاط في شكل أسئلة إلى المدرب الفرنسي الذي تميز برحابة صدر وتلقائية لم نعهدها في الفرنسيين وهذا ما جاء في الحوار : هناك حالة من عدم الرضا من قبل الجماهير على نتائج الفريق، فكيف تقيمها أنت كمدرب؟ نتائجنا عادية جدا بالنظر إلى ظروفنا وإمكاناتنا، فالمجموعة في طور النمو ولم تشهد الكمال في الأداء بعد، بحكم عدة عوامل منها الإصابات والغيابات وقلة الرصيد البشري الذي قلل من هامش اختيارنا الفني وجعلنا نتصرف فقط في مجموعة قوامها 13 لاعبا، بالتالي فإن النتائج جاءت على قدر ما وفرناه داخل الفريق. وما هي أسباب هذه الظروف في رأيك؟ الأسباب عديدة، فهناك إصابة كل من محمد الشارني وبلال الرياحي على مستوى الأربطة المتقاطعة كما أن تفريطنا في لاعب مثل فهد شقرة جعلنا نخسر الكثير بالرغم من تعويضه بلاعبين في قيمة العياري والمسراطي ولكن شخصيا كنت أتمنى رؤية الثلاثة معا في فريقي، حتى ننجح في تقديم أفضل ما لدينا، كل هذا جعلنا لا ننجح في تكوين فريق يتضمن عناصر ذات خبرة وأنا شخصيا لم أستوعب بعد خروج فهد شقرة ولكن تلك سياسة النادي وعليّ احترامها وفي ظل هذه الظروف، يمكن أن نستنتج أن فريقنا ليس ناضجا. وسط كل هذه الظروف لماذا لم تفكروا في التعويل على الشبان، وهو مطلب جماهيري، ويدخل ضمن سياسة النادي؟ الشبان ليسوا في المستوى في هذا الوقت وليسوا بالنضج الفني والتكتيكي والذهني الذي يسمح لهم بالإنضمام للفريق الأول لذلك علينا أن نعمل طوال هذه السنة حتى نستطيع الحصول على لاعبين أو ثلاثة قادرين على اللعب مع الأكابر والمشكلة هنا تعود بالأساس إلى نقصه في التكوين وهنا ينتظرنا عمل كبير على هذا ونعترف أن بناء فريق قوي يتطلب الكثير من العمل والجهد حتى يعود الملعب التونسي إلى مكانه الطبيعي وقد طالبت في أكثر من مرة بأن نكون على يقين بحقيقة مستوانا. هل نفهم من كل هذا أن الفريق لن يلعب الأدوار الأولى في هذا الموسم؟ لا... لم أقل هذا بل لدينا أهداف رسمناها ونحاول تحقيقها وهي البقاء في المراكز الأولى واللعب من أجل مرتبة تؤهلنا لإحدى المسابقات الإفريقية أو الإقليمية وهذا الهدف يمر عبر الفوز على المرسى وهو ما حصل والفوز على جرجيس في الكأس وبسط هيمنتنا على الفرق التي تنافسنا بشكل مباشر، قبل التفكير في الفوز على الترجي أو النجم أو الإفريقي أو النادي الصفاقسي... يمكن أن تفوز على الترجي وتعيش على وقع ذلك الحلم الجميل مثلما حصل في الموسم الماضي وهذا ما يطلبه الجمهور ولكنك لا تحقق أهدافك في نهاية المطاف وبالتالي علينا أن لا نتسامح مع الفرق التي هي في متناولنا، قبل التفكير في الإطاحة بالفرق الكبرى. على ذكر الجمهور، لاحظنا موجة غضب ضدّك في الآونة الأخيرة، فما هو تعليقك؟ جمهور الملعب التونسي عليه أن يعرف المستوى الحقيقي لفريقه ويتصرف ويتعامل بعقلانية وليس بعاطفة جارفة فنحن لا نسعى إلى تقديم مردود إستعراضي كما يطالب بذلك الجمهور، بل نسعى إلى تكوين فريق قوي على أسس صلبة يحمل الأمل والقوة حسب ألوان هذا النادي العريق وهذا يكون بعد عمل على المدى الطويل... أنا لا أهتم كثيرا لما يقال خارج أسوار النادي بل أتعامل وفق الإمكانات المتوفرة حاليا وبالنسبة لي لا يهمني كثيرا أن أبقى أو أرحل وأعلم أن الجميع يتعامل هنا وفق منطق النتائج، ففي الموسم الماضي كنت أحسن مدرب أما الآن فأنا أسوأ مدرب ولكن كل هذا يبقى جانبا بالنسبة لي بل هناك أهداف قمت بتحديدها مع إدارة النادي وأعمل على تحقيقها وهنا أطلب من الجمهور الدعم والإلتفاف والإقتناع بحقيقة مستوى فريقهم دون الإفراط في الأحلام البعيدة عن الواقع لأن ذلك لن يخدم مصلحة الملعب التونسي، الفريق الأول هو القاطرة التي تجر النادي والتعامل وفق المنطق يجعلنا نسير على الطريق الصحيح، بالتالي يجب إلغاء التفكير وفق النتائج وإلا ماذا يفعل الريال بعد خماسية برشلونة هل يقيل مورنهو ويبيع رونالدو؟. هل حددتم قائمة الإنتدابات في الفترة القادمة؟ حاجتنا تتلخص في ثلاثة لاعبين في ثلاثة مراكز، ونطالب بلاعب وسط ميدان دفاعي ممتاز ومهاجم بنفس المستوى وقلب دفاع من الطراز الرفيع.... وهل ستحصلون على طلباتكم في ظل واقع الفريق المادي الذي تحدثت عنه؟ هذا صحيح، إمكاناتنا المادية تجعل هامش الاختيار أمامنا يتقلص ولكن سأحاول بمساعدة عادل زويتة ووسيم معلى إيجاد الحل المناسب، بانتداب اللاعبين المطلوبين بأقل تكلفة ممكنة والتخطيط السليم قد يمكننا من تحقيق هذه المعادلة الصعبة. وماذا عن قائمة المغادرين؟ القائمة لم تتحدد بعد بشكل نهائي وليكن منطقيا سنفرط في اللاعبين الذين لم يشاركوا مع الفريق الأول وخاصة من الشبان، المنتمين لفريق النخبة وهم في نفس الوقت في القائمة الموسعة للفريق الأول لكنهم لم يفرضوا أنفسهم ومن الأفضل لهم البحث عن فريق آخر حتى يتعودوا على المنافسة ويطوروا مهاراتهم كما هو الشأن لإيهاب المساكني. هناك حديث عن مغادرة بعض ركائز الفريق، وهم تحديدا، إبراهيما با، ومروان تاج ورامي الجريدي، فما هو موقفكم إذا ما تم هذا فعلا؟ الآن علينا عدم استباق الأحداث قبل وقوعها لأنه ليس هناك أي عرض رسمي بخصوص هؤلاء اللاعبين ولكن إذا ما أصبح هذا الأمر واقعا علينا أن نعرف كيف نتعامل معه حتى لا يؤثر خروجهم على تركيبة وصلابة النادي وهنا نعود إلى ذكر الشبان، فإذا كانت لدينا «ذخيرة» محترمة من اللاعبين الشبان، لا يمكن أن يؤثر خروج أي لاعب في الفريق. ما حقيقة الحديث عن وجود إتصالات بينك وبين الترجي؟ كل هذا لا يتعدى مستوى الشائعات التي لا أساس لها من الصحة وكما قلت سابقا لا أهتم كثيرا لما يقال خارج أسوار الملعب التونسي وأنا الآن لدي تحديان الأول يخص فريقي والنجاح معه والثاني شخصي ويتعلق بعائلتي ولا يمكن أن أفصح عنه. علاقتك ببعض اللاعبين وببعض المحيطين بك تتميز أحيانا بالفتور بما جعل بعضهم يصفك بال«دكتاتور»، فما هو مدى صحة هذا الكلام؟ في الحقيقة، اعتبر كل هذا من باب التهم التي لا طائل منها والتي لن تؤثر في أبدا وربما هذا الكلام الفارغ يكون صادرا عن أشخاص لا يعرفونني جيدا وهنا أطلب منهم أن يسألوا عني جيدا وخاصة المحيطين بي من لاعبين ومسيرين ويمكنهم أن يسألونك أنت فأنت قريب منا وتعيش معنا أغلب الفترات، فهل أنا دكتاتور؟ أجبني؟. أنا أحاول فقط فرض الإنضباط داخل الفريق وأحترم عملي لأنني أجير عند الملعب التونسي وعلى كل المحيطين بي أن يحترموا هذا النادي ويركزوا في عملهم فلا أقبل من أي شخص كان، الاستهتار أو عدم الإلتزام والدليل أنني خارج الملعب على العكس من هنا أتحدث إلى الجميع وتصافحني الجماهير عندما تعترضني في أي مكان... بالنسبة للاعبين عليهم أن يلتزموا بكل هذا ويفهموا طريقة عملي فأنا لا أريد من أي لاعب يفشل في اقتلاع مكانه أن ينغمس في البكاء واستعطاف الرأي العام عن طريق وسائل الإعلام، بل عليه أن يكون «رجلا» ويعمل في صمت ليجبرني على احترامه وإعادته للتشكيلة وعليهم القطع مع عقلية الأطفال الصغار البكائية فلا مكان هنا إلا لمن يعمل ويحترم ناديه... وبعد ذلك أخرج هاتفه الجوال وقال لي : إقرأ هذه الرسالة النصية من فهد شقرة لتفهم مدى علاقتي باللاعبين... الرسالة كان اللاعب فيها يهنئ مدربه بالفوز الأخير ويتمنى له حظا سعيدا... وعاد باتريك للحديث : «ويجب أن تعرف أنني كنت على خلاف دائم مع فهد شقرة في الموسم الماضي وقسوت عليه لكي يصلح نفسه فنيا وقد رأيتم النتيجة فإذا كانت كل هذه الأمور تفهم عند البعض على أنها دكتاتورية، فمرحبا بالدكتاتورية إذن لأنها ستفيد الملعب التونسي وسيعرف الجميع هذا يوما ما....