جاءت هزيمة الملعب التونسي ضد النجم الساحلي في مفتتح مرحلة الإياب بمثابة الصدمة التي أيقظت الجماهير من أحلامها بعد ان اختلطت الأمور عليهم بعد الحديث الذي رافق مستقبل المدرب لويغ ودخول الفريق مرحلة حاسمة وهو يستعد لمواجهة صعبة ضد الترجي الرياضي في الأسبوع القادم.. لذلك حملنا بعض الأسئلة التي تخامر أذهان أحباء البقلاوة الى المدرب باتريك لويغ في الحوار التالي باحثين في نفس الوقت عن هدفه الجديد بعد ان ضمن البقاء. تعرض الفريق الى هزيمة يمكن وصفها ب «القاسية» ضد النجم هل تعتبر انها ستؤثر في بقية مشواركم في البطولة؟ هي هزيمة «قاسية» لكنها «عادية» ولا أعتقد ان تأثيرها سيكون كبيرا في بقية المشوار لكن علينا أن نحتفظ لأنفسنا بالنقاط الإيجابية التي برزت وأتحدث عن اللعب الجماعي وامتلاك الكرة لفترة طويلة وفرض النسق على المنافس وهو ما يعني أن الفريق بلغ مرحلة النضج ونجحنا في ترسيخ ثقافة لعب معينة وهوية وشخصية لهذا الفريق وكانت المباراة أمام النجم المقياس الحقيقي للتأكد من مدى جاهزيتنا. وماذا عن النقاط السلبية؟ الأكيد ان الجميع لاحظ الكم الهائل من الفرص المهدورة وهذا دليل على وجود مشكل هجومي واضح وهو مشكل امتد الى عدم قدرتنا على اقتناص الفوز رغم سيطرتنا وبالتالي تنقصنا القدرة على تجسيم الفرص ومعرفة كيف ننتصر بما يعني اكتساب ثقافة الفوز وأنا لا ألقي باللوم على اللاعبين وأتنصل من المسؤولية لكن على الجميع تحمل مسؤوليتهم كاملة وسنحاول اصلاح ما ينقصنا في قادم الجولات وكيف يمكنكم معالجة المشكل الهجومي؟ سنحاول ان نطور القدرات الفردية للاعبين وهذا يتطلب وقتا ولكن للأسف هناك بعض المشاكل التي لا يمكن اصلاحها في صلب فريق محترف وفي مستوى لاعب ناضج فهي تتعلق بطبيعة التكوين لكن سنحاول تفعيل الأداء الجماعي ليصبح كل لاعب قادر على التسجيل مثل الجديدي وتاج وقلبي وابراهيما .. وهنا من الضروري معالجة بعض المشاكل في التمركز واستغلال اللمسة الأخيرة. تنتظركم مواجهة صعبة ضد الترجي في الأسبوع القادم، فهل ستكررون سيناريو الذهاب؟ لا يمكن ان نجزم بذلك، لكن أقول إننا جاهزون لكل منافس مهما كان اسمه وسنلعب بنفس الطريقة التي لعبنا بها ضد النجم وقد تفوقنا على النجم الذي لم يكن قادرا على الصمود أمامنا وأضعنا الفوز بطريقة غريبة .. لن نفكر كثيرا في الترجي ولن نعير اهتماما للغيابات في تشكيلته أو لعودة الأساسيين نحن نهتم فقط بأنفسنا وبطريقة عملنا التي ستضمن لنا النجاح وسنسعى الى تقديم أفضل ما لدينا. الآن بعد أن ضمنتم «البقاء»، ما هي أهدافكم المقبلة في نهاية الموسم؟ أهدافنا لا تحدد بالموسم، بل بالعقد الذي يربطنا مع الفريق وهدفنا هو بناء فريق قوي ومتماسك قادر على الحفاظ على نفس النسق وكما قلت سابقا سنة واحدة لا تكفي لتغيير كل شيء لكن من المهم ان نرسخ في اللاعبين والجمهور ثقافة الفوز. أفهم من كلامك انكم لا تفكرون حقيقة في الحصول على لقب البطولة؟ لا يجب ان نسلط الضغط على أنفسنا وعلى اللاعبين بالحديث عن الفوز بالبطولة سنركز فقط على تقديم أفضل ما لدينا وجني كل النقاط الممكنة ثم سنرى ماذا سيحصل في قادم الجولات كما أن البداية لم تكن موفقة في مرحلة الإياب وبدأنا بنتيجة سيئة للغاية ولم تكن مثلى بالنسبة لفريق يبحث عن التتويج. واعلم ان هذا الكلام قد لا يقنع البعض لأن النتائج المحققة في النهاية هي التي ستحدد قيمة العمل والدليل ان الجميع تحدث عن فوز الافريقي ونجاحه في حصد ثلاث نقاط ولم يتحدث أحد عن الأداء الجيد لقوافل قفصة .. ما مدى صحة ما قيل حول امكانية التحاقك بالإدارة الفنية للجامعة التونسية او تدريب الترجي؟ أريد ان أستغل هذه الفرصة لأوضح أشياء كثيرة، فقد كنت عرضة في الآونة الأخيرة للعديد من الأقاويل والتعاليق التي تتحدث عن خروجي من الملعب التونسي .. هذا غير صحيح، أنا الآن مدرب البقلاوة وأركز فقط على عملي حيث تنتظرني مواجهات صعبة أمام الترجي وشبيبة القيروان والنادي البنزرتي .. ولا أريد أن أعلق كثيرا حول ما قيل عن اتصالات وهمية لا أساس لها من الصحة ولا أدري لماذا أكون موضوعا لمثل هذه التعاليق دون غيري من المدربين في البطولة ..؟ أطلب من الجميع ان يدعونا نعمل من دون تشويش لنركز في عملنا وننجح فيه فالوضع حساس في الوقت الحالي ومهم جدا ان يكون المناخ ملائما لنا كي نعمل بالشكل المطلوب وأتمنى ان يتم احترامنا وتفهمنا وأن يقل الضجيج والتشويش من حولنا. جمهور الملعب التونسي يشبهك بالمدرب السابق أندري ناجي فهل ترى نقاط تشابه بينكما؟ ناجي مدرب استثنائي وقد ترك بصمته أينما حل وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان واعتقد أن الملعب التونسي التي عاشرت هذا المدرب قد وقفت على نقاط تشابه بيني وبينه وهذا أمر لا أنكره خاصة في طريقة العمل والصرامة والحركات والتعبير والعقلية والقناعات، لكن نختلف من حيث منهجية التدريب والطرق الفنية المعتمدة ونختلف كذلك من حيث الشخصية ولكن أهم ما يجمعنا هو حب العمل واحترام المسؤولية وهذا بالنسبة لي قيمة مطلقة يجب ان يتحلى با جميع المدربين.. أما بالنسبة لي فان قناعتي الشخصية في التدريب هي أنني ما دمت مرتبطا بعقد احترافي مع الفريق فأنا مسؤول عنه وتتعدى مهمتي التدريب الى المساهمة في هندسة النجاحات والانجازات وتطوير الفريق فالمبدأ الأول الذي يحركني في هذه المهنة أنني موجود لخدمة الفريق ولست موجودا للاستفادة منه ..