في لقاء خاطف مع «الشروق» أمس عبر الهاتف أكد الكاتب والصحافي البريطاني الشهير روبرت فيسك في تعليق على وثائق ويكيليكس أن هذه الوثائق تشكل إدانة واضحة وقوية للولايات المتحدة وتفضح «عار» سياساتها المتبعة في المنطقة. وأوضح فيسك في ردّه على سؤال «الشروق» بهذا الخصوص أنّ ويكيليكس أظهر بشكل واضح جدّا أن الولاياتالمتحدة لا تفهم المنطقة ولا تعرف معنى العدالة ولا تهتم بما يجري في الشرق الأوسط من جرائم إبادة وتطهير عرقي وانتهاكات لحقوق الفلسطينيين في العيش بسلام... وأضاف «أنّ ما كشفه ويكيليكس أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها المنطقة والعالم بشكل عام أن السياسيين الأمريكيين يعرفون ما يجري ويدركون تمام الادارك أن إسرائيل هي المشكلة الكبرى، وهي التي ترتكب الجرائم وتمارس القهر والظلم بحق الشعب الفلسطيني وتعطّل السلام ببنائها للمستوطنات ولكنهم يغضّون النظر عن كل هذه السياسات ويحاولون في الأثناء قلب الصورة والحقائق من خلال ترويجهم لما يسمّى «الخطر الإيراني». وتابع فيسك «إن السياسيين الأمريكيين جعلوا من إيران بمثابة شيطان المنطقة ودائما يصرخون إيران... إيران... إيران» معتبرا أن مثل هذا «الصراخ» ينم عن غباء أمريكي واضح من جهة وعن محاولة أمريكية لإثارة الهلع والرعب من «الخطر الإيراني» المزعوم بهدف صرف أنظار العالم عما تقوم به إسرائيل... ورأى الصحافي البريطاني الشهير ومراسل صحيفة «الاندبندنت» أن هذا الخداع والكذب اللذين اتسمت بهما تصرفات الادارة الأمريكية على مر السنوات الماضية فضحته وثائق ويكيليكس التي أكدت بوضوح لا لبس فيه حقيقة ما يجري خلف الكواليس من مؤامرات غربية وإسرائيلية على الفلسطينيين والعرب... وفي ردّه على سؤال حول ما جاء في وثائق ويكيليكس بخصوص دور البعض من العرب رأى فيسك أنه لم يستغرب ذلك «لأنه على علاقة كبيرة بالمنطقة العربية ويعرف كثيرا من الحقائق حول ما يقوم به البعض من مسايرة للسياسات الأمريكية في المنطقة لكنه شدد على أن المشكلة الكبرى والحقيقية تكمن بالأساس في الادارة الأمريكية التي انحازت بالكامل إلى اسرائيل وتآمرت معها على العرب وعلى العدالة وعلى النووي الإيراني متسائلا هنا «لماذا لا تتكلم الولاياتالمتحدة مثلا عن الأسلحة النووية الإسرائيلية وعن الأسلحة الباكستانية وعن موضوع كشمير؟». كما وصف فيسك الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس بأنها خطوة جريئة ونقلة نوعية وغير مسبوقة في عالم الصحافة الاستقصائية. وأضاف «إننا اليوم أمام شكل جديد من أشكال الصحافة... وهذا يمثل تطورا وتغييرا كبيرين في العمل الصحفي يستوجب السير فيه قدما على الرغم من التهديدات الأمريكية والغربية التي تستهدف مؤسس ويكيليكس جوليان أسانغ».