صدر كتاب «عيون في غزة» الذي وضعه الطبيبان النرويجيان مادس غيلبرت وايريك فوس ويصوّر معاناة الفلسطينيين خلال العدوان الاسرائيلي الأخير على غزة والآثار المدمّرة لذلك العدوان على جميع القطاعات. ويروي الكتاب بتفصيل طبي دقيق مجريات العمليات الجراحية في مستشفى الشفاء بغزة خلال العدوان. ووصل الطبيبان الى غزة من مصر أواخر عام 2008 ضمن فريق طبي معظم أفراده نرويجيون وعملا على مدار الساعة حيث كانا يجريان ما لا يقلّ عن 20 جراحة يوميا، لكنهما لم يغفلا إفادة العالم بما تفعله اسرائيل، وذلك عبر تصوير كلّ جراحة بكل تفاصيلها. وتحدّث الكتاب عن صبي دمّر دماغه بشكل كامل. وكتب غيلبرت وفوس «أين أذهب لأبكي من قنوطي وسخطي حيال ما أراه في هذا المكان الضيّق؟ هل تسمع السماء، هل يصغي العالم؟ تعرفون تماما ما يحصل هنا، فأعداد القتلى والجرحى تتواتر الى الغرب كل يوم عبر وكالات الأنباء، عبر أجهزة الاستخبارات وعبر البعثات الديبلوماسية لأكثر الدول قوة وسلطانا، لكن ما من أحد يحاول كبح جماح الآلة الحربية لاسرائيل». ويقول الطبيبان، نعم نحن أطباء، لكننا لا نريد أن نكون مجرّد أطباء مشيرين الى الدور الانساني لمهنة الطب. ويشار الى أن قنوات التلفزيون الأمريكي وخصوصا «فوكس نيوز» نعتت غيلبرت بأنه بوق دعائي لحركة «حماس» لمجرّد وصفه الثاقب والدقيق للوحشية التي عاينها خلال حصار غزة. لكن غيلبرت ردّ باتهام معظم الاعلاميين الغربيين بالتناقض قائلا: «كم مرة وافق المراسلون الأجانب على معاينة مواقع سقوط الصواريخ الفلسطينية التي لم تحدث سوى فجوات في التراب بينما لم يُسمح لهم بزيارة مستشفى واحد في غزة». وفي مقدمة الكتاب يذكر الطبيبان رفضهما القاطع لذر الرماد في العيون من باب تسمية الأشياء بغير أسمائها، فالضفة الغربيةوغزة بالنسبة إليهما واحد في الجغرافيا، والمستوطنات ليست سوى مستعمرات والمستوطنون محتلون والجيش الاسرائيلي هو القوات المسلحة الاسرائيلية أما «الارهابي» فمناضل أو مقاتل.