كان النادي الإفريقي عبر تاريخه الطويل مدرسة كروية تخرجت منها أبرز المواهب على مستوى الدفاع على غرار القوشي وجلّول مراد حمزة وكمال الشبلي ورتيمة والمحايصي... وغيرهم وكان الفريق يستمد قوته أساسا من صلابة خطه الورائي وهو ما برهن عنه النادي خلال المواسم القليلة الماضية عندما ساهم دفاع فريق باب الجديد بقسط وافر في إحراز النادي على بطولة تونس خلال موسم 20072008 بقيادة الفني الجزائري عبد الحق بن شيخة ولكن حدث خلال الموسم الرياضي الجديد ما لم يكن في الحسبان حيث لاحق الوهن دفاع الأحمر والأبيض وهو ما جعل الفريق يتلقى 13 هدفا إلى حدود هذه الجولة. «الشروق» فتحت ملف دفاع النادي الإفريقي مع أربعة من رموزه السابقين فكانت الآراء كالتالي: لطفي المحايصي: تألق دفاع الإفريقي مرتبط بالسويسي «بكلّ صراحة أعتقد أن تألق دفاع النادي الإفريقي بقي مرتبطا بشكل واضح بمدى جاهزية المدافع المحوري خالد السويسي لكن يبدو أن هذا المدافع تراجع مردوده بشكل واضح خلال هذا الموسم أما بالنسبة الى عبد القادر خشاش فقد التحق لتوه بالنادي الإفريقي لذلك كان من الطبيعي أن يحتاج إلى بعض الوقت ليحقق الانسجام المطلوب مع بقيّة المدافعين علما أن اللاعب «ألكسيس» يتحمل جانبا من المهمة الدفاعية والتي تقدر حسب اعتقادي ودون مبالغة بنسبة 60٪ وأعتقد أن الفريق أصبح في حاجة واضحة إلى مدافع من الوزن الثقيل وتحديدا المدافع المالي «كوليبالي» هذا بالإضافة إلى حاجة النادي إلى ظهير أيمن ولعل النقطة الأخرى التي ينبغي مراجعتها تشمل غياب المدافع الهداف صلب النادي الإفريقي على عكس ما نلاحظه في عدة فرق أخرى». كمال الشبلي: أخطاء فادحة «شخصيا أستغرب ذلك المردود المتواضع الذي ظهر به دفاع النادي الإفريقي فقد تجمعت عدّة أخطاء فادحة شملت التمركز وغياب الانسجام وعدم القدرة على كسب الحوارات الثنائية وكان دفاع النادي في مقابلته أمام القوافل الرياضية بقفصة أشبه بدفاع فريق ينتمي إلى الرابطة المحترفة الثانية إذ كيف لفريق بحجم النادي الإفريقي أن تتلقى شباكه أربعة أهداف في مقابلة واحدة! لذلك أظن أنه حان الوقت للتعاقد مع مدافع محوري أجنبي من الطراز الرفيع ليكون صمام الأمان في دفاع النادي وأعتقد كذلك أنه ينبغي المراهنة على المدافعين الشبان مثل الحدادي والرصايصي خاصة أن الفريق قد لا يراهن على لقب البطولة وحتى بالنسبة الى حارس المرمى فإنه في حاجة إلى مدافعين جيدين لمساعدته. مراد حمزة: دفاع غير منظم «شخصيا لاحظت دفاعا غير منظم وإلاّ كيف لفريق أن يقبل أربعة أهداف بالرغم من أن الفريق المنافس اعتمد على مهاجم واحد ولاحظت أيضا عدّة أخطاء فادحة على مستوى الكرات الثابتة وأظن أن ذلك يعود بالأساس إلى غياب مدافعين من الطراز العالي يكون بإمكانهم القيام بمهمتهم الدفاعية على أفضل وجه وأثارت استغرابي لقطة المدافع عبد القادر خشاش ولا أعلم هل أنه ظن نفسه فرانس بيكانباور؟! الإفريقي كان يستمد قوته أساسا من صلابته الدفاعية أمثال شخصي المتواضع وجلّول ورتيمة لذلك أظن أنه ينبغي تعزيز الفريق بمدافع من الطراز الرفيع وكذلك المراهنة على المدافعين الشبان مثل الرصايصي والحدادي». فريد شوشان: دفاع الفريق يحتاج إلى عمل خصوصي فحسب «أظن أن النادي الإفريقي ليس في حاجة إلى تعزيز صفوفه ببعض المدافعين وإنما كل ما يحتاجه الفريق في الوقت الراهن هو العمل الخصوصي الموجه الى ضمان الانسجام التام بين عناصره الدفاعية خاصة أن الفريق دعّم صفوفه خلال هذا الموسم بالعديد من الأسماء الجديدة في خطه الورائي مثل عبد القادر خشّاش كما أنه ينبغي على بقية اللاعبين انطلاقا من أول مهاجم معاضدة الدفاع على مستوى هدم العمليات الهجومية للفرق المنافسة بصفة مبكرة ولا ننسى أن المدافع خالد السويسي لاحقه الإرهاق بعد المردود الغزير طيلة المواسم الماضية». سامي حماني تعددت الأخطاء والعيوب فكيف سيتصرّف محجوب؟ تغييرات مدرب الإفريقي عادة ما تكون دفاعية حصل هذا في أغلب مباريات الفريق منذ أن جاء محجوب إلى الإفريقي في الجولة الرابعة وهذه التغييرات الخاطئة جعلت الفريق يفقد نقاطا ثمينة جدا، ضد الترجي وقع في خطإ جسيم لما أدخل عبد المنعم الدربالي البعيد عن المباريات وغير الجاهز فكان هدف التعادل وضد قفصة كرر محجوب خطأه فأدخل خالد الزعيري وجاء التعادل بنفس الطريقة أيضا. الحارس سامي النفزي لم يساعد بأي شيء يذكر ما عدا مساهمته في دخول بعض الأهداف السهلة التي زادت في تعقيد الأمور على الفريق. فالحارس من مهامه الأساسية قيادة الخط الخلفي والسيطرة على منطقته لكن حارس الإفريقي عادة ما ينتابه ذهول كبير فيظل شاردا حتى يجد الكرة في عمق المرمى وهذا تكرر في أكثر من مرّة وقبل الإفريقي أهدافا بدائية وفي وقت قاتل مثلما حدث في قفصة. 13 هدفا... من المسؤول؟ اهتزت شباك النادي الإفريقي حتى الآن في (13) مناسبة في (11) مباراة وهو رقم كبير جدا على فريق يلعب على تفادي النزول فما بالك بفريق من المفروض أنه ينافس على المقدمة اختبارات خاطئة ولاعبون ليسوا في المستوى وطريقة غير ناجحة وبعض اللاعبين مستوياتهم متواضعة كلها عوامل كانت وراء هذا التراجع وهذه النتائج الغريبة والعجيبة. اختيارات خاطئة كانت جهة مرياح ثم بلال العيفة ممرا مفتوحا بصفة دائمة في مباراة قفصة ومنها توفرت عدة فرص سجل منها الفريق المحلي في أكثر من مرة وأضاع أهدافا أخرى نحن لا نلوم مرياح ولا العيفة لكن نلوم كل اللوم الجهاز الفني المسؤول عن التشكيلة والاختيارات وما شابه ذلك من المسائل التي تقود الإفريقي إلى الخلف منذ مدة حتى أصبح الفريق ضمن أندية وسط الترتيب. الفوضى هي السائدة خير دليل على غياب الجدية والانضباط وعدم وجود نظام تسير عليه المجموعة هو الذي جعل اللاعب يوسف المويهبي يتولى تنفيذ ضربات الجزاء في قفصة ورغم إهداره الأولى فقد نفذ الثانية، نقول هذا الكلام لأن كريم العواضي هو رقم واحد واللاعب سجل ضربات الجزاء وكان من المفروض أن يواصل التسديد لكن المويهبي أمسك بالكرة ونفذ والمدرب يتابع وكأن هذه المسائل لا تعنيه بالمرة أو غير مسؤول عنها. ظاهرة الأوراق الحمراء التسيب لا حدود له فلا عتاب ولا حتى عتاب اللاعبين المخطئين وغير المنضبطين، الإفريقي خسر في مبارياته الأخيرة خمسة لاعبين نتيجة الطرد ليضطر الفريق لإنهاء مبارياته وهو منقوص من بلال العيفة وقبله زهير الذوادي ثم خالد السويسي وجاء الدور على عبد القادر خشاش بالإضافة إلى طرد يوسف المويهبي ضد مولودية الجزائر. غدا التحوّل إلى الجزائر يتحول النادي الإفريقي إلى الجزائر غدا الأربعاء ليلعب مباراة الإياب ضد مولدية الجزائر يوم الثالث والعشرين على أن تكون العودة مباشرة بعد المباراة وكان الإفريقي قد انتصر في الذهاب بهدفين لصفر ويكفيه أي تعادل أو حتى الهزيمة بفارق هدف للحصول على اللقب الشرفي وهو بطولة شمال إفريقيا.