في حديث أدلى به إلى صحيفة «بيلد» الألمانية لخّص الرئيس السوري بشار الأسد مشاكل منطقتنا العربية في 3 مآس كبرى سببها الاحتلال البريطاني والفرنسي والإسرائيلي. وهو تشخيص دقيق وصائب ويختزل تاريخ شعوبنا العربية مع الدول الاستعمارية التي يغيضها أن ترانا ننعم مثل باقي شعوب العالم بالحرية والكرامة والاستقرار. فمنذ عقود طويلة ومنطقتنا تعاني الويلات بسبب الاحتلال البغيض.. احتلال ينهب الخيرات ويكبل الشعوب وينشر الجهل والفقر والتخلف والحال أنه تسلل إلينا باسم حرص مزعوم على نشر «أنوار العلم» ومقاسمتنا «قيم الرجل الأبيض»... ومنذ عقود واحرار منطقتنا وشرفاؤها يدفعون جحافل الشهداء لدحر المحتل... فلا نكاد ندحر قوة استعمارية حتى تأتي أخرى... ول«تأمين» استمرارية هيمنتهم وتواصل بسط قبضتهم على المنطقة فقد عمدوا وفي استقراء لعجلة التاريخ التي كانت توحي بأفول شمس الاحتلال وطلوع شمس الحرية والاستقلال، فقد عمدت قوى الاستكبار العالمي إلى زرع الاحتلال الصهيوني في قلب منطقتنا العربية... ليمضي منذ أربعينات القرن الماضي (وحتى ما قبلها) في التسلل إلى كل شبر في أرض فلسطين حتى أتى عليها كلها واردفها باحتلال أجزاء من الأراضي السورية واللبنانية لاتزال حتى الآن قيد الاحتلال... ليس هذا فقط، بل إن الاحتلال الصهيوني زج بالمنطقة وسط عاصفة لا تريد أن تهدأ... بحكم طبيعته التوسعية والعدوانية وبحكم صممه عن قرارات الشرعية الدولية واستقوائه بالقوى المهيمنة وفي طليعتها الولاياتالمتحدةالأمريكية... وبالمحصلة تعاني المنطقة منذ عقود من انعدام الأمن والاستقرار وتعيش كل لحظة حالة من التحفّز وهو ما يشكل تهديدا أكيدا للأمن والاستقرار في المنطقة برمتها. ليس هذا فقط، بل أن قوى الاستكبار العالمي باتت تجد صعوبة في كبح حنينها إلى الاحتلال ونزوعها إلى إعطاء المواعظ والدروس في مسعى واضح إلى تغليف طموحاتها الاستعمارية في قالب نشر «الديمقراطية وحقوق الإنسان» هذه المرة، ولم تتردد في وصف هذا الكيان الغاصب الذي لا يتردد في دك الاحياء السكنية بالمقاتلات بأنه شريك في ما يسمى «الحرب على الإرهاب» وبأنه «واحة للديمقراطية» وسط محيط من الذئاب الشرسة!!. أية مفارقة هذه؟ وهل بعد هذا النفاق نفاق؟ سؤالان أجاب عنهما الرئيس السوري في حديثه إلى الصحيفة الألمانية عندما لخّص مآسي منطقتنا في الاحتلال... ولمن لم يصدق ليتصور لحظة قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وليتصور اسرائيل وهي ترفع يدها عن لبنان... وسيجد أن المنطقة بخير وبألف خير طالما أنها تخلصت من سرطان الاحتلال الصهيوني كما تخلصت بالأمس من سرطان الاحتلال البريطاني والفرنسي.