تشهد العاصمة الايطالية روما حالة استنفار أمني عشية عيد الميلاد، وبعد انفجار طردين مفخخين بسفارتي سويسرا والشيلي تبنته مجموعة تنتمي الى ما يُسمى «التيار الفوضوي». ووضعت مقرّات الحكومة الايطالية والبرلمان والوزارات وخدمات البريد تحت المراقبة بعد الانفجارين اللذين أسفرا عن اصابة شخصين. بينما سجلت انذارات كاذبة في ثلاث سفارات ومبان رسمية أخرى. وقال متحدث باسم الشرطة انه «تم تعزيز عمليات المراقبة حول هذه النقاط وإن موظفي السفارات والقنصليات في حالة تأهب ولديهم توجيهات بالاتصال بنا إذا وجدوا طرودا مشبوهة». وفيما كشفت وسائل الاعلام الايطالية عن إصابة شخصين في السفارتين السويسرية والشيلية بعد أن قاما بفتح الطردين الملغمين بدأت الشرطة الايطالية على الفور عمليات فحص وتدقيق في كافة السفارات الأجنبية في روما خشية وجود طرود أخرى. ولعل ما ضاعف من ذعر الشرطة الايطالية هو الغموض الذي يكتنف تلك الانفجارات وتوقيتها، فهناك من ربط بين الانفجارات وانتقام حركات يسارية متطرفة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية. فيما ذهب البعض الآخر الى ترجيح تورط جماعات جريمة منظمة بسبب سجن عدد من عناصرها في السجون السويسرية. بل وظهر تفسير ثالث يربط بين الانفجارات والاحتجاجات الطلابية ضد حكومة برلسكوني، ففي 15 ديسمبر الجاري أضرم محتجون النار في السيارات وألقوا الطلاء وقنابل الدخان على البرلمان الايطالي واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب في أسوإ أعمال عنف تشهدها روما على مدى سنوات بعد نجاة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني بصعوبة من تصويت على حجب الثقة. لكن مجموعة تنتمي الى ما يُسمى «التيار الفوضوي» أعلنت مسؤولياتها عن الانفجارين اللذين استهدفا السفارتين السويسرية والشيلية. وجاء تبني العملية الذي أعلنه تنظيم باسم «الاتحاد الفوضوي اللاّشكلي» في رسالة عثر عليها بالقرب من أحد الجريحين في الانفجارين. وذكرت وكالة الأنباء الايطالية أنه جاء في الرسالة المقتضبة الموجودة بين أيدي شرطة مكافحة الارهاب «قرّرنا اسماع صوتنا بالكلمات والأفعال. فلندمر نظام الهيمنة هذا، يحيا الاتحاد الفوضوي اللاّشكلي، تحيا الفوضوية.. الاتحاد الفوضوي اللاشكلي، الخلية الثورية لامبروس فونتاس».