حين تفوز وتحقق انجازات يصفق لك الجميع مهللين، مباركين، وحين تخذلك الحياة تصبح نكرة، منسيا ومن كان يهلل ويبارك يصبح من ألد أعدائك. هذا ما حصل للاعبة الكاراتي الدولي السابقة ابتسام الحناشي... التي كان لنا اللقاء التالي معها لتحدثنا عن سبب اعتزالها وما تعرضت له في رياضة الكاراتي النسائية. لو أردنا أن نعرفك باختصار للجمهور الرياضي التونسي، ماذا تقولين؟ حقا أنا أحتاج الى اعادة تقديمي للجمهور الذي من المؤكد أنه نسيني كما نستني رياضتي المفضلة الكاراتي. باختصار أنا ابتسام الحناشي لاعبة كاراتي سابقة، تحصلت على عدة جوائز في مشواري فقد نلت 20 بطولة ودوليا تحصلت على الذهبية في بطولة افريقيا وذهبية في البطولة العربية والبرنزية في بطولة العالم. وما هو سبب ابتعادك عن الكاراتي؟ تعرضت الى اصابة في عيني لم أكترث في البداية وتجاهلت الأمر واعتبرته مجرد حادث بسيط وعابر وفي أحد الأيام وبينما كنت ذاهبة الى التمارين أحسست بأوجاع وأخبرني حينها الطبيب بأنني احتاج الى عملية خطيرة في عيني لكن هذه العملية تطورت الى ست عمليات ثلاث منها داخل تونس وثلاث خارجها. فشلت العملية الأولى والثانية وفي الثالثة تأكدت أن مصيري الرياضي قد ضاع وحلم الكاراتي تبخر. كيف تقبلت الموضوع وخاصة أن الكاراتي هو حياتك، وليس مجرد هواية؟ الكاراتي بالنسبة الي هو حلم وهو فخر لي ولعائلتي مكنني من رفع علم بلادي خارج حدودها، وعندما علمت أني سأختار بين حياتي والكاراتي، اخترت الانسحاب لأني لم أعد صحيا قادرة على المواصلة تأثرت في البداية ولكني واصلت طريقي في الحياة ولحسن الحظ أنني كنت ناجحة في دراستي الجامعية وقد هون عليا هذا الأمر قليلا. وهل وجدت مساعدة من المسؤولين أنذاك؟ أبدا، لقد خذلوني جميعا، ولم أجد من يخرجني من محنتي فالاشخاص الذين كنت أعتبرهم بمثابة عائلة لي، فروا وكأني أصبحت عاجزة في نظرهم. وهل حاولت الاتصال بهم ليساعدوك على تحصيل حقك المادي والمعنوي؟ نعم حاولت ولكني فشلت لأنهم أغلقوا الأبواب وأوصدوها أمامي، وتجاهلوني تماما. هل اتصلت بالسيد الوزير ليكون على علم لما يحصل؟ لا لم أفعل لأني قررت أنذاك الانسحاب والعودة الى الحياة الطبيعية والبحث عن عمل بشهادتي الجامعية ونجحت في ذلك. وهل مازلت مصرة على الانسحاب من حياتك الرياضية؟ أنا لم أترك الرياضة بل واصلت ومازلت أتدرب وأحرص كثيرا على الاهتمام بلياقتي البدنية ولكني أرغب فعلا في مقابلة السيد الوزير والتحدث معه في بعض المواضيع والمقترحات وأحتاج فعلا الى أن يسمعني ويعرف ما حصل معي، لأني ظلمت ولم أحصل على حقي وهذا يؤلمني. كيف ترين المشاركة الرياضية النسائية في تونس؟ هي مشاركة بسيطة وقليلة وتحتاج فعلا الى تغير هذه العقليات المسيطرة والتي ترى أن المرأة لا تصلح للرياضة، وخاصة الرياضات الدفاعية مثل الكاراتي والجيدو وغيرها فالمرأة تستطيع بلوغ أعلى المراتب وحصد أهم الجوائز. لماذا لا تعودين الى الرياضة عن طريق التدريب؟ حاليا لا أفكر في الموضوع لأني أعمل ولا أستطيع العودة دون الحصول على حقي لتعود ثقتي بنفسي وبالكاراتي من جديد. ما هي مشاريعك المستقبلة في مجال الرياضة النسائية؟ تحديدا لا يوجد الكثير من المشاريع ولكني أصبحت عضوة في «رابطة المرأة والرياضة» لمزيد دعم الرياضة النسائية في تونس. اذن مازلت تثابرين في هذا المجال؟ طبعا وسأواصل ولن أكف عن ذلك خاصة وأنني أريد أن أحارب العقليات المتحجرة.