جاء في الدراسة التي أشرنا إليها في عدد الأمس ان المائدة المائية بولاية سيدي بوزيد تتميّز بملوحتها وعمقها إضافة الى ان كامل جنوب الولاية يفتقد الى الماء. وتعاني المنطقة من تشتت الملكية أيضا، ومحدودية الارشاد الفلاحي وغياب البحوث. أما الانتاج الحيواني فيعاني من الاحتكار والغش وتبعية المزارعين لأصحاب المعامل، وغيرها من أنواع المعاناة، كاحتكار الأعلاف. هذه الأشكاليات كما أكدت عليه الدراسة قادت الى العزوف عن الاستثمار في الفلاحة خصوصا انه بالنسبة الى القروض فإن البنوك وبالنسبة الى القروض طويلة المدى تسند قروض شراء الأراضي ثم تتملّص من إقحام عملية التمويل الخاصة بالتجهيزات ويصبح الفلاح مطالبا بتسديد الأقساط قبل إتمام المشروع والدخول في عملية الانتاج. أما عن القروض قصيرة المدى فإجراءاتها طويلة ومعقدة. أما بالنسبة الى الصناعة في الوسط الغربي عموما فهي ترتكز على قطاعين أساسيين: القطاع الفلاحي الغذائي ب 72 مؤسسة قطاع مواد البناء قطاع النسيج الموجه الى التصدير وهو يمثل 80٪ من المعامل وثلاثة أرباع مواطن الشغل. هذا إضافة الى معمل الحلفاء بالقصرين ومعمل السيارات بالقيروان. وتمتد المناطق الصناعية على 20 هكتارا في سيدي بوزيد وهي مساحة غير كافية، حيث تقول الدراسة تتعرض المؤسسات الى عدة مشاكل عند الانتصاب، منها: الاكتظاظ لضيق المكان، وضعف التجهيزات وغيرها. إن النسيج الصناعي ضعيف في الوسط الغربي، إذ لا ينتصب فيه الا 205 مصانع يشغل كل واحد منهما 10 عمال او أكثر (منها 50٪ بالقيروان) مقابل 2000 مؤسسة صناعية بجهة سوسةصفاقس، و1500 بتونس الكبرى. وتعدّ سيدي بوزيد في جهتها الأضعف صناعيا، اذ لا توجد فيها الا 43 مؤسسة صناعية تشغل 2900 عامل وعاملة، وهي الأضعف استيعابا لرؤوس الأموال الأجنبية في إقليمها 7٪ فقط، مقابل 9٪ في القصرين و23٪ بالقيروان. وحسب المسح الوطني للتشغيل لسنة 2007 فإن مستوى البطالة بالجهة يمثل 14.3٪. وتتجلى ظاهرة البطالة بقوة وبأكثر حدة داخل ولاية القصرين بنسبة 22.5٪ وهي تمثل مرتين نسبة البطالة في القيروان ،11.5٪ وتمثل أكثر من مرتين نسبة البطالة في سيدي بوزيد 9.9٪. وربما نجد من بين العوامل التي تخفف من وطأة البطالة في ولايتي القيروان وخاصة سيدي بوزيد عامل هيمنة الطابع الريفي الفلاحي، حيث تلجأ العائلات الى اليد العاملة العائلية خاصة بين النساء والبنات بطريقة دائمة او موسمية وغالبا ما يكون ذلك في انتظار الشغل اللائق الذي يحلمن به. والمتمعن في تحليل معدلات نسب البطالة داخل كل ولاية، وبصفة خاصة داخل ولاية سيدي بوزيد، حيث يبدو مؤشر البطالة أضعف من المعدل الوطني، يجد ان هذا المعدل يخفي فوارق كبيرة بين بطالة النساء والرجال حيث تمثل بطالة الرجال 7.7٪ اي نصف نسبة بطالة النساء التي تمثل 15.2٪ في سيدي بوزيد. كما يخفي من جهة أخرى، ضعف معدل مؤشر البطالة بسيدي بوزيد الارتفاع الكبير للغاية لنسب بطالة المتحصلين على مستوى تعليم عال وبصفة خاصة لدى النساء اللاتي يصل مؤشر البطالة في صفوفهن الى 44.7٪ مقابل 27.5٪ في المعدل الوطني كما يصل مؤشر البطالة في صفوف الذكور المتحصلين على مستوى تعليم عال الى 25٪ مقابل 13.4٪ في المعدل الوطني.