بقلم: فاطمة بن عبد الله الكرّاي ثلاث رسائل، كتبها شعبنا بدماء أبنائه المنتفضين... والمحتجين... في حركات احتجاجية كبيرة، بدأت الحركة الشعبية وكأنها منظمة ومتناسقة... بل هي كذلك. من الشهيد محمد البوعزيزي الى الشهيد الاستاذ الجامعي حاتم بالطاهر الى آخر شهداء حركة شتاء تونس، أسدى شعبنا ثلاث رسائل واضحة... الى ثلاثة أطراف هي بالضرورة معنية... العزة... للشعب قامت الحركة الاحتجاجية التي كتبت مطالب بالدّم... على إسفلت المدينة وأتربة القرية... من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب... رسالة الى السلطة مفادها، أن لا شيء سيكون مثل ذي قبل... «Rien ne sera plus comme avant». كانت رسالة واضحة، رغم أن السلطة لم تفهمها... لا شيء سيكون مماثلا ليوم 16 دسمبر 2010... غداة انطلاق الانتفاضة... من الشهيد البوعزيزي الى الشهيد بالطاهر... كتب شعبنا بدمائه شروط الكرامة الوطنية، وحيدا... ولم يستعن لا بدبابات أجنبية ولا هو ثار وفق أجندة مخططة خارج الحدود. العزّة... للشعب... الرسالة الثانية أسداها شعبنا المنتفض الى معارضي الفضائيات وتذاكر السفر... مفادها، أن تراب تالة والقصرين، والكاف ودوز وقفصة وسليانة وبنزرت وبنقردان وقعفور... وكل تراب بلادي،، هو المسرح الوحيد لممارسة شعبنا حقّه في إرادة الحياة... لا أحد منهم سار في جنازة البوعزيزي... ولا أحد أبّن حاتم بالطاهر... بدأ شهداء الحركة الشعبية الاحتجاجية، في بساطتهم وعمق الشعارات التي رفعوها، مترفّعين عن المطلبية البسيطة والمادية، ليمزجوا المادّي بالحق... والكرامة بالعزة... ليعبّدوا طريق الخلاص... بنفسه وبوسائله الخاصة... لا أحد له أفضال على شعبنا المنتفض بتؤدة... فقد كتب رسائله بالدم... فوصلت حيث يجب أن تصل... بحركة مدنيّة، تكذّب سياسة التسطيح والفقر الفكري... ردّ شبابنا بثقافة احتجاجية ثقافية مدنية دوّن من خلالها ملحمة جديدة، هي بكل المقاييس تونسية بحتة... العزّة للشعب الرسالة الثالثة التي كتبتها الدماء التونسية من التي أصرّت على الكرامة وعلى العزّة وعلى إرادة الحياة عبر الاستشهاد والتضحية كانت موجهة إلى العالم... انتفاضة لا غربية ولا شرقية رائحتها دماء زكية تونسية قرّر أصحابها القطع مع الرداءة ومع الرتابة... فلا فيها روائح أكرانية.. ولا روائح خليجية... رسالة تلقاها العالم بانبهار.. وتلقتها قوى الهيمنة بحذر.. ساحة تونس الجمهورية، ليست أكرانيا... فلونها لون دماء الشهداء الذين قرّروا أن تحيا تونس، وأن تكون العزّة لشعبها... من قفصة إلى حي التضامن... ومن تالة والقصرين إلى بنزرت والقيروان... بدأت صفحات جديدة.. بدماء وإرادة شعبية... وقد استذكرت هذه الأبيات لمصطفى الكرد أقدمها تحية متواضعة لقادتنا الحقيقيين الذين كابدوا وعانوا ويلات البرد في الشوارع ورصاص القتل غدرا.. «أناديكم... أشدّ على أياديكم... وأبوس الأرض... تحت نعالكم وأقول أفديكم... العزّة لشعبنا... الذي أكد للعالم أن إرادة الحياة... انطلقت من تونس...