من منا رأى في الأسابيع الأخيرة للشعب التونسي برلمانا أو حزبا أو منبرا سوى الشارع؟ ومن قاد الشعب التونسي سوى الشعب التونسي؟ ومن فرض إرادة الحياة لدى الشعب التونسي سوى الشعب التونسي. اليوم وقد وضع الشعب قاطرة الاصلاح على السكة حتى وإن رأى البعض في هذه القاطرة السلامة وشكك البعض في سلامة قطع غيارها. وزعم البعض الآخر أن في السكة اعوجاجا وادعى آخرون أن محركها قديم ومستعمل، فإن الأهم من كل هذا على غاية أهميته هو ألا نرضى بتقسيم عربات قطار الاصلاح الى درجات أولى وثانية وثالثة. وأن لا تلهينا روعة الانجاز عن اليقضة من أولئك المتضلعين في الركوب على الأحداث وهم كثر من التسلل الى الركوب و«التّرسكية» في تلك القاطرة المقدسة. الشعب التونسي في ثورته هذه كان سيد نفسه ما أطره مؤطر ولا نظمه منظم ولا هيئة مهيئ ولا عبأه معبئ الشعب التونسي كله أراد الحياة فاستجاب القدر. إذن فليسكت أولئك الذين يدعون أنهم نظموا وأطروا وهيأوا وعبأوا الشعب.. ولينزلوا من على ظهر الحدث.. وليعلموا أن الراكبين على الحدث قد يكونون أخطر ممن كانوا راكبين على ظهور وصدور وأعناق تالشعب. هذا الشعب الذي هيأه وعيه وأطّره رشده وعبأته إرادة الحياة. ولم يكن في حاجة لا للتهيئة ولا للتأطير ولا للتعبئة من طرف أي كان ولهذا لا للركوب ولا ل«الترسكية».