الركوب أنواع شتى، ولعل أقدمه الركوب على ظهر الأم قبل الركوب على ظهور الخيل والإبل والفيلة، قبل أن تتطور الامور الى الركوب على العربة المجرورة. والسفن والبواخر ثم الركوب على الدراجة فالسيارة فالطائرة فالصاروخ، ولا غاية من وراء الركوب الا الوصول الى محطة الترحال في كل حال أرضا كان أم جوّا أم بحرا ومن آخر أنواع الركوب هو الركوب على ظهر دبابة في رحلة الوصول الى كرسي العرش، وهي الدابة الوحيدة التي قد تكون خليفة الخيول العربية الاصيلة في أكثر من بلد عربي وعادة ما تكون هذه الدبابة إما أمريكية مهجنة او انقليزية اصيلةولها في أرض العرب مراكض وركاب في اكثر من بلد. ويبقى آخر أنواع الركوب، وأحدثها هو الركوب على الأحداث ولكن الجديد، الجديد، الجديد في هذه النوعية عندنا هو الركوب على الثورة، وقيل ان له فرسانا وأبطالا. قلت كيف نعرفهم؟ قيل كل من يعترضك هذه الايام «راكبا رأسه» رافضا حانقا مضربا معتصما قاطعا للطريق فهو راكب على الثورة. قلت ومتى ينزل هؤلاء الراكبون على الثورة من على ظهرها؟ قيل لا ينزلون الا متى ركبوا على ظهور الشعب. قلت أليس هم من جعلوا الشعب يبرك؟ قيل إن الاحمال والأعباء والاثقال لا توضع على الابل ولا يسهل الركوب عليها الا وهي باركة. فلم أجد ما أقوله لنفسي، ولك وللآخر سوى «زع ناسك رحلوا» ولسائل أن يسأل الى أين وجهة الرحيل؟ الجواب بسيط، وهو الى شاطئ السلامة وبر الأمان.وأن يسأل أيضا متى يكون الوصول ونحن سالمون آمنون؟ الجواب بسيط ايضا، متى ركب الشعب على ظهور الراكبين على الثورة حتىوإن رفض قادة النجع في رحلتهم الى كرسي العرش وفي انتظار ان يصبح المركوب راكبا أقول: «زع ناسك رحلو».