رحل الشهيد علاء الدين الثابري أصيل سيدي عمر بوحجلة متأثّرا بضيق التنفس على إثر رمي وحدات التدخّل قنابل مسيّلة للدموع على متظاهرين في تونس العاصمة. توفي الشهيد علاء الدين الثابري البالغ من العمر 26 سنة يوم 14 جانفي 2011 ودفن يوم 15 جانفي 2011 تاركا اللوعة والأسى والحزن الدفين في قلوب كل أهالي بلدته الحالمة الآملة بغد أفضل. ويوم الحادثة الاليمة خرج الشاب علاء الدين الثابري باحثا عن لقمة العيش، مثله مثل جل الفئات المقهورة، في وضع اتسم يومها بالفوضى والانفلات الأمني. لقد كان شابا يحدوه الأمل والعزم لتحقيق مستقبل أفضل وكسب لقمة العيش بالحلال، وفي الطريق الى عمله، عرّج على احدى المظاهرات في تونس العاصمة، وصرخ مدويا ومن أعماق قلبه شأنه شأن كل الباحثين عن الحرية والكرامة «اعتصام، اعتصام حتى يسقط النظام». ووقع التصادم مع وحدات التدخل، التي قابلت تلك الصرخات الخارجة من أعماق الحناجر، بالقنابل المسيّلة للدموع، وكانت تلك القنابل تنهمر على رؤوس المتظاهرين من كل حدب وصوب، فتعالى دخانها وغطّى المكان!! وهنا شعر الشاب علاء الدين الثابري بالاختناق الذي لا يطاق، وما هي الا لحظات قليلة حتى فقد وعيه، بعد أن جاهد نفسه حتى «يتنفّس حرية»، ولكنه استشهد ب «السكتة الغازية». ولقد أكّد لنا شقيقه مهدي، أن الشهيد علاء الدين الثابري هو شاب طيب ومتخلّق ويحبّه الجميع لتفانيه واخلاصه وحبه للناس اجمعين، ولقد استشهد في سبيل الحرية، وأن والدته دخلت في موجة حزن شديدة، وهي تشتم ملابس ابنها الشهيد كل حين وحين، وتبكي فقد الغالي الذي كان يسعى دائما وأبدا الى مرضاتها. وأضاف «مهدي» أن شقيقه «علاء» هو العائل الوحيد لعائلة فقيرة، لطالما أسعد افرادها بالقليل الذي كان يجنيه من عمله البسيط. وعليه وعلى ذلك فعلى الحكومة الجديدة أن تنظر بعين الرأفة والرحمة الى هذه العائلة الفقيرة المحرومة وتساعدها على التواصل مع الحياة بعدما فقدت سندها الوحيد، الشهيد «علاء الدين الثابري». هذا وقد وصلتني عدّة مكالمات هاتفية من سيدي عمر بوحجلة من ولاية القيروان، يؤكد فيها أصحابها على ضرورة التواصل مع عائلات الشهداء والجرحى وتوفير كل أسباب العيش الكريم لها، وعدم نسيان ما قدّمه أبناؤها من تضحيات جسيمة من أجل ثورة الحرية والكرامة، وإقامة نصب تذكاري للشهداء الذين قالوا «لا» في زمن ال «نعم»، في وجه كل متغطرس وديكتاتور لم يكن يؤمن بأن دوام الحال من المحال.