دخلت تل أبيب بشكل معلن على خط الأزمة في مصر وأعلنت على لسان رئيسها شمعون بيريز أنها تفضل حكما تغيب فيه الديمقراطية على ما أسمته «حكما دينيا متطرّفا»... وقال بيريز في تصريحات له خلال تلقيه أوراق اعتماد سفراء جدد في إسرائيل أمس «إن إسرائيل كانت دائما تكن احتراما كبيرا لمبارك». وأضاف «ليس كل ما قام به كان صحيحا لكنه فعل أمرا واحدا نحن جميعا مدينين له بالشكر عليه وهو أنه حافظ على السلام في الشرق الأوسط». حذر صهيوني من جانبه قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي شاؤول موفاز انه يحظر على إسرائيل التدخّل في الشؤون الداخلية المصرية وأن على إسرائيل الحفاظ بكل قوتها على معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية. وتابع إنه على الرغم من ذلك فإن على إسرائيل أن تكون متيقظة حيال أداء الإدارة الأمريكية في المسألة المصرية سواء أحببنا هذا الأداء أم لا». وعبّرت إسرائيل عن استغرابها ومعارضتها لما وصفته ب«وقوف الإدارة الأمريكية إلى جانب المعارضة المصرية والتخلي عن حليفها مبارك». وكشفت صحيفة «هآرتس» العبرية أمس أن إسرائيل بعثت برسائل إلى الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وكندا ودول مركزية في أوروبا تطالبها من خلالها بكبح الانتقادات لنظام مبارك وأنّ من شأن الاستمرار في هذه الانتقادات أن يقوّض استقرار المنطقة على حد قولها. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال في اجتماع حكومته الأسبوعي أوّل أمس إنه تحدّث مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال نهاية الأسبوع بهدف التداول في الوضع بمصر. أوباما يتحرّك في الأثناء أفاد البيت الأبيض أن أوباما أجرى مساء أول أمس اتصالات هاتفية بشأن الوضع في مصر مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون كما أعلن الأردن أن الملك عبد الله الثاني تلقى كذلك اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي... وكثف أوباما ضغوطه على مبارك لكنه لم يصل إلى حد مطالبته بالتنحي حيث جدّد تأكيده على رفض العنف والدعوة إلى ضبط النفس ودعم الحقوق الأساسية للشعب المصري بما في ذلك حق التجمّع السلمي وحرية التعبير ودعم انتقال منظم إلى حكومة تستجيب إلى تطلعات الشعب المصري. وفي بريطانيا تحدث بيان لمكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أول أمس عن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الأخير مع أوباما وقال إنّ البلدين أدانا أعمال العنف في مصر. وفي الوقت نفسه تواصلت المظاهرات والمسيرات المتضامنة مع الاحتجاجات الشعبية في مصر بالعديد من عواصم الدول الأجنبية والعربية. من جانبهم دعا عشرات الناشطين الخليجيين المنضوين تحت لواء منتدى المجتمع المدني أمس الدول العربية إلى الامتناع عن دعم النظام في مصر.