تعيش مصر حالة من الانفلات الأمني والاحتقان السياسي والتوتر في الشارع حيث ترى القوى المعارضة أنّ اليوم الجمعة سيكون موعدا نهائيا وحاسما لمغادرة الرئيس حسني مبارك لسدّة السلطة في البلاد، فيما برز اسم رئيس أركان القوة المسلحة المصرية سامي عنان كعنوان توافق داخلي وقبول دولي لقيادة مصر والخروج بها من «عنق الزجاجة» و«الفصل» في مستقبلها. واعترف رئيس الحكومة المصرية الجديد أحمد شفيق بأن الشرطة المصرية غير قادرة على الانتشار وسط البلاد وكافة أنحائها الأمر الذي يفسر الانفلات القائم حاليا في مصر. اعتذارات وقدم شفيق أمس اعتذاره عن العنف الذي شبّ الليلة قبل الماضية، وإلى حد ساعات الفجر الأولى والذي أسفر عن سقوط 8 قتلى وأكثر من 1500 جريح. وقال في هذا السياق: «لا أعتذر لأنني مخطئ ولكنني أعتذر عن الاحتكاكات التي وقعت.. فأجهزة الأمن المصرية تعاني ثغرة حاليا استغلها البعض عن عمد أو حدث ذلك بالصدفة للقيام بهذه الأعمال». وأضاف: «أن هناك مجموعات غير واضحة الهوية تسلّلت الى الميدان ميدان التحرير تستخدم الجمال والخيول وهذا أمر مرفوض ومخالف لكل منطق حيث نتج عنه اشتباكات غير مسيطر عليها أساءت لكل مصر». وأردف: «أنه بمقتضى التكليف الذي وجهه حسني مبارك له فإنه سيحقق في هذه الأحداث وسيصدر قرارات بإحالة ومحاكمة كل من تسبب فيها سواء بإهمال أو عمد أو سوء نية. ووصف شفيق الأحداث التي جدّت بميدان التحرير ب«المهزلة». وفي نفس الاتجاه أعلن حزب الوفد المعارض عن انسحابه من المحادثات مع الحكومة في أعقاب الاشتباكات. وكان التلفزيون المصري قد نقل عن الحكومة المصرية تأكيدها بأنّ القوى الوطنية وممثلين عن أحزاب المعارضة اجتمعت صباح أمس بنائب الرئيس عمر سليمان لايجاد مخرج من الوضع الراهن. وأعلنت جماعة الاخوان المسلمين رفقة المعارض البارز محمد البرادعي عن رفضهما الحوار مع سليمان تنحية مبارك. وطوت الاحتجاجات المصرية أمس يومها التاسع محافظة على ذات وهجها ومطالبها بإنهاء حقبة الرئيس مبارك والدخول في طور ديمقراطي جديد واحتشدت عشرات الآلاف من المتظاهرين في محافظات كثيرة للتعبير عن رفضها لمبارك. ميدانيا نقلت قناة «الجزيرة» القطرية عن شهود عيان بأن قناصة تمكنوا من قتل متظاهر وإصابة اثنين في ميدان عبد المنعم رياض يوم أمس. كما سجلت في الطرف المقابل تنظيم مسيرات مؤيدة لحسني مبارك في محافظات أخرى. عنان.. صمام الأمان وبالتوازي مع هذا التصدع السياسي الحاصل.. اعتبرت جهات مطّلعة أن سامي عنان قائد الجيش المصري هو الأمل الوحيد للقطع مع الحقبة الماضية وإعادة الهدوء للبلاد. وأكد الأميرال مايك مولر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية أن عنان عبر له في حديث خاص عن التزام الجيش المصري بالحفاظ على الاستقرار. وأضاف «ان المؤسسة العسكرية باتت نصير الاستقرار في مصر.. فلقد تصرف الجيش المصري حتى الآن بشكل جيّد للغاية». وفي الوقت نفسه قال القيادي البارز في جماعة الاخوان المسلمين كمال الهلباوي إن عنان قد يكون خليفة مقبولة لمبارك لأنه يعتبر من الشخصيات النظيفة والوطنية وغير المتورطة في الفساد. من جانبها ذكرت المخابرات الصهيونية أن عنان ينظر إليه على أنه ضابط محترف وغير سياسي ولا يتمتع بشخصية كاريزماتية ولكنه كفء ويحظى بثقة الأمريكان.