في سابقة بمطار تونسقرطاج فاضت قاعة الانتظار بأهالي العائدين من المنفى الذين ابتعدوا عن الوطن لمدة أدناها 14 سنة. وجاءت الطائرات محمّلة بمئات «النهضويين» الذين استقبلهم الجميع بما فيهم زعيم الحركة السيد راشد الغنوشي وبقية العناصر بالدموع والورود والنشيد الوطني. «الشروق» واكبت عودة العائدين من المنفى وتحدثت الى بعض العائدين وأهاليهم. جاءت الاهالي من كل الجهات كما جاء الكثير ممن رغبوا في أخذ صور للذكرى والتعرّف عن قرب على قيادة النهضة وعناصرها. وحمل الاهالي علم تونس وبعض الشعارات التي كتب عليها: «مرحبا بكم بعد 20 سنة ومرحبا يا أحرار تونس» وعاشت حركة النهضة». وكان الجميع في انتظار أن تحطّ الطائرات بالمطار ليستقبلوا من لم يروه منذ فترة زمنية تتراوح بين 15 و20 سنة. دموع الفرح سنوات المنفى تمر حسب أحد المنتمين للحركة عامر السومري ثقيلة جدا لأن إمكانية رؤية الاهل وزيارة الوطن ومسقط الرأس منعدمة فيشعر المنفيّ بأنه مغلوب على أمره وأن هناك شيئا جاثما على صدره وليست له القدرة على إزاحته. وقال: «جئت من ربوع الشمال الغربي وتحديدا جبال خمير لأستقبل قريبا لي قادم من اسطنبول». وأضاف أن قريبه كان طالبا هرب الى تركيا خوفا من سجن بن علي ووصل تعليمه هناك ثم التحقت به زوجته وأبناؤه. وأشار الى أن الشيء المؤلم الذي لا يمكن وصفه هو أنه كان يصطحب زوجته وأبناءه الى المطار ليعود الى تونس بينما يعود هو أدراجه الى المنزل لأنه لا يتمتع بحق العودة. ووسط الهتافات المتعالية من هنا وهناك داخل المطار تحدثنا الى فتحي عيادي وهو أخ احدى العائدات من فرنسا فقال: «إنه سوف يراها بعد سنوات طويلة حرم فيها حتى من مكالمتها هاتفيا لأنه حسب قوله كانت ممنوعة بسبب الصبّابة» الذين يرغبون في العثور على عنوان زوجها وأضاف أن والد زوجها توفي جراء الضغوطات اليومية التي كانت تمارس عليه من البوليس السياسي رغبة في معرفة العنوان، وعرّج على حادثة شخصية. وقالت أخته زليخة العبيدي العائدة من باريس تحديدا إنها عانت كثيرا جراء انتماء زوجها للحركة كما عانت من الحرمان من العودة بصورة طبيعية الى الوطن. واليوم تحمد الله على المكسب الذي قدمته ثورة الشعب الى جميع التونسيين دون استثناء.