خمس سنوات مرت الآن بأيامها ولياليها على اختفاء طالب الباكالوريا محمد عدلان 19 ربيعا في ظروف غامضة جدا تزامنت يومها مع احداث سليمان التي شهدتها مناطق عديدة بالضاحية الجنوبية للعاصمة... عائلة المفقود التي لم تجد لها خيارا في التزام الصمت لفترة طويلة ترى أن الوقت قد حان لمعرفة مصير ابنها التي تؤكد أنه تعرض الى اصابة وتم اسعافه وتعتقد في وجوده في مكان ما دون محاكمة. لم يخف عبد العزيز الأب دموعه وهو يبحث عمن يمكنه أن يعيد اليه راحة البال... فهو لا يسأل لا عن مصير ابنه ان كان حيا أو ميتا. اختفاء يوم 23 سبتمبر 2006 حوالي الخامسة مساء، كان محمد متواجدا بمنزل أسرته حين طلب من والدته اعداد قهوة وخرج الى الشارع مرتديا (قميصا وشورت) وكان من المفترض عودته لأجل مشاهدة المباراة التي تجمع فريقه النادي الرياضي الصفاقسي بالترجي الرياضي... تغيب محمد عدلان ولم يعد الى اليوم... معلومات ولكن!! منذ ذلك التاريخ مساء 23 سبتمبر 2006 وعائلة محمد عدلان تعيش الحيرة القاتلة فمحمد هو الابن الوحيد الذكر وله 3 شقيقات... محمد تلميذ باكالوريا... لا علاقات له بأي كان وكان خروجه وقتيا أمام المنزل... لكن الأب الذي ظل يجوب المستشفيات والنقاط الأمنية بحثا عن فلذة كبده لم ييأس بل واصل بحثه الى حين أن اتصل به شخص ومكنه من رؤية صورة ابنه عبر هاتف جوال مؤكدا له أن ابنه قد تم استقباله في تلك الأيام داخل مستشفى قوات الأمن الداخلي لعلاجه من رصاصة أصيب بها في رجله وأنه قد عوفي تماما جن جنون الأب حول علاقة ابنه الذي يلبس ملابس رياضية برصاصة... ومن ثمة بحسب ما قالوه له عن احداث سليمان. يقول الأب المنكوب ل«الشروق»: «لا أدري ما علاقتنا بالموضوع سواء كانت أحداث سليمان أو غيرها فابني تلميذ عادي وكان داخل البيت وغادره للحظات ليس الا. وزارة الداخلية منقذي يضيف الأب: «بعد رحيل نظام بن علي لا خيار لي الآن الا وزارة الداخلية التي أرجوها أن تفتح ملف اختفاء ابني فربما توجد مراكز ايقاف سرية أو سجون أو غيرها لا أدري فربما ابني موجود... أريد فقط معرفة مصيره ان كان حيا أو ميتا لقد تعبنا طيلة هذه السنوات الخمس... وانهارت نفسيتي ونفسية كل العائلة... هذا النداء أوجهه الى وزارة الداخلية لتأخذ صرختي بعين الاعتبار ولم لا البحث عن حقيقة تواجد ابني ذات يوم بمستشفى القوات الداخلية. لا أريد شيئا غير الحقيقة لعلي أتمكن بعد هذه السنوات من النوم. صرخة الأب عبد العزيز ننشرها كما جاءت على لسانه حتى يتم البحث في ملف المفقود محمد عدلان.