٭ بقلم: حسن بوعشير (منزل جميل): «مولد المختار عيد» نشيد قيّم يترنّم به الأطفال ويردّدونه في حفلات المولد النبوي الشريف الذي يبدأ الاحتفال به ليلة العيد وتستأنف في صباحه بالمساجد، والمنازل فيقع سرد سيرة الرسول الكريم ونسبه الشريف ثم انشاد المدائح التي تخلّد مجده وشرفه وعظم الرسالة التي جاء بها، قال الله تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام} وقال تعالى:{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. تستأنف هذه الحفلات بعد بزوغ شمس هذا اليوم السعيد الذي جرت العادة فيه بطبخ عصيدة «مولد المختار عيد... يومه يوم سعيد... فيه الافراح تزيد... ويشقى كل عنيد..» ويتخلل هذا الإنشاد زغاريد النسوة التي تبعث في النفوس البهجة والخشوع. هذا والجدير بالذكر أن الاحتفال بهذه الذكرى لم يتواصل بالكيفية المذكورة وبالجو المعهود وذلك لاعتقاد البعض بأنها «بدعة» وهو اعتقاد جلبه الذين ذهبوا الى السعودية لأداء مناسك العمرة مغتنمين المشاركة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي في هذا البلد الأمين وإذا بهم يفاجئونهم بالإعراض عن القيام بالاحتفال بهذه المناسبة بدعوى أنها: «بدعة» وكل بدعة ضلالة حسب اعتقادهم وهم في الحقيقة لا يفرقون بين ما هو سنّة وما هو بدعة. ويتناسون الحديث النبوي الشريف الذي يقوله الرسول صلى الله عليه وسلّم: «من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة، ومن سنّ سنّة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة»، وأصحاب هذا الاعتقاد الخاطئ يستدلون بما يلي: 1 إن الاحتفال بذكرى المولد لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة والتابعين. 2 إن إحداث هذا الحفل بالمولد يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين حتى جاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله. 3 ظن بعض المتأخرين أنها بدعة حسنة فعلمنا أنها بدعة سيئة ومحدثة وأنها من التشبه باليهود والنصارى في أعيادهم. 4 زيادة على ما مرّ فقد تشتمل على منكرات أخرى كاختلاط النساء بالرجال وشرب الخمر وغير ذلك من الشرور. مناقشة هذا الرأي والردّ عليه بأدلة واضحة ودامغة تثبت بطلانه وعدم الاعتماد عليه. 1) إن القرآن العظيم قد قصّ علينا أخبار السابقين لتكون عبرة وذكرى لأولي الألباب. 2) القرآن الكريم قصّ من أنباء الرسول ما فيه تثبيت لقلب النبي صلى الله عليه وسلّم. 3) الرسول عليه الصلاة والسلام راعى مناسبات لبعض الأنبياء استوجبت شكر الله تعالى وتكررت رعاية هذه المناسبات في حياته حتى الآن. 4) الرسول صلى الله عليه وسلّم كرّم يوم مولده بعبادة شكرا لله. 5) الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحيون وقلوبهم وعيونهم متعلقة برسول الله فهم في حضور دائم ومع اسوة ملأت كل حياتهم. وناهيك بمثل عمر بن الخطاب كيف تأخذه الدهشة لسماعه بموت الرسول الله عليه وسلم فينكر موته ويثور ويتوعد من يحدث بموته حتى ترده عظة ابي بكر الصديق الخالدة، وكأنه لم يكن يظن ان الرسول يموت. 6) ذكرى المولد النبوي تذكير بنعمة الله وسيرة الرسول الكريمة وتطبيق عملي لكتاب الله ووحيه. 7) ليس الاحتفال تشريعا أو عبادة يكمل بها الدين إنما هو حضّ على التأسي برسول الله. 8) إحياء ذكرى رسول خدم الاسلام ليس عبادة ولا بدعة في الدين بل استنهاض لهمم العاملين. 9) المنكر يجب انكاره حيثما كان ومتى وجد والنهي عنه فريضة محكمة الى يوم الدين. قال الله تعالى:{كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.