أراض وعقارات ممتدة من مفترق سيدي بولبابة يمينا وشمالا على احياء الامل والسبخة الى حدود معتمدية قابس الجنوبية وغيرها بمنطقة الشماطي ونصف هكتار مشجر بغابة الجواولة وقرعات الفاسي بجهة شنتش وأكثر من خمسين نخلة بغابة بودنيس تم الاستحواذ على اكثرها بوثائق مزورة... تلك حكاية شيخ تجاوز الثمانين اتفقت عليه اطراف عدة فسرقت ارضه واستغلتها بغير وجه حق واقاموا عليها دورا وعمارات ومحلات وتركوه يعيش الفقر ويتجرع الحرمان. الشيخ محمد بن الجليدي المطوي يملك وثائق وملفات عديدة بعضها يعود الى عهد الحماية ومع ذلك عجز عن اثبات حقوقه وملكيته لاراضيه التي انتزعت منه بحيل وطرق مختلفة فهذا يستاجر منه ارضا فلاحية لاستغلالها لمدة معينة ثم يرفض الخروج بعد ان يحول صبغتها من فلاحية الى عقارية باقتلاع اشجارها واقامة المباني مكانها وذاك يتحوز بوثيقة مدلسة لا تحمل امضاء ولا ختما رسميا في الوقت الذي يمتلك حجة عادلة تعود الى سنة 1966 اشترى بمقتضاها من والده كامل اراضيه المسجلة في دفتر خانة سنة 1904. أولى عمليات السرقة انطلقت منذ اوائل السبعينات عندما تعمد بعضهم الاستيلاء على قطع ارض متفاوتة المقاييس و تشييد مبان فوقها دون وجه حق وقد جرى بحث حيازي على محل النزاع تواصل لسنوات ودخلت القضية اروقة المحاكم منذ سنة 1975 لتتواصل عمليات الافتكاك والحيازة قطعة بعد اخرى حتى تشعبت وضمت مؤسسات تابعة للدولة. محدثنا بين ان بعضهم «كان يستغل وفاة والده المتنازع معه على ارض تحوزها دون وجه حق منذ سنوات فيعمد الى تشييد محلات ومبان فوقها رغم قرارات النيابة العامة بمنعه الى حين الفصل قضائيا ويصل الامر بهم الى العنف البدني والحاق الاضرار المادية بممتلكاته واستفزازه بشتى الوسائل للدخول معه في قضايا مدنية تشغله عن القضايا العقارية». وفي الأثناء تدخلت اطراف اخرى بعضها من ذوي النفوذ المالي والسياسي لقضم ما تبقى من اراض معولين على مقولة «يبقى الوضع على ما هو عليه الى حين الفصل فيه قضائيا»... هذا الفصل القضائي عسى منذ أكثر من اربعين سنة الى ان ينصفه ويعيد إليه ما يتجاوز قيمته 5 مليارات من العقارات التي تم الاستيلاء عليها طيلة هذه السنوات مستعملين الاعيب وحيل لا تخطر على البال وبعضهم يستعمل في ذلك وثائق مدلسة. الشيخ محمد تاه بين اروقة المحاكم وتعب من الجلسات و يخشى ان يضيع حقه وسط ما يقوم به البعض من الاعيب مختلفة وهو لا يطلب شيئا سوى اظهار حقه في اراضيه وعقاراته التي يتمتع بها غيره في حين يعيش هو على الكفاف. الغريب في الامر كما يروي الشيخ ان القباضة تطالبه بدفع الاداءات على عقاراته في حين ان من يستغلها اطراف اخرى وكان آخر هذه الدفوعات شهرا قبل الثورة التونسية وامله كبير في ان ينصفه القضاء هذه المرة ويرجع له حقوقه المسلوبة.