ردا على مقال صدر بجريدة الشروق يوم 12/2/2011 عن محمد ادريس والمسرح الوطني بعنوان «من دور الفنان المثقف والملتزم الى وظيفة الفنان الكرنفالي» والذي تجاوز فيه كاتبه عبد الحليم المسعودي دور الناقد الفاعل وأخلاق مهنة الصحافة وانفلت اعلاميا ليوجه قلمه الجاف نحو طعن وتجريح وقصف المخرج المسرحي الشاب معز العاشوري. أسأل هذا الشخص الذي كتب المقال: هل شاهدت يوما مسرحية لمعز العاشوري، مخرجا كان أو ممثلا؟ هل قرأت له نصا مسرحيا، أو نصا نقديا عن أعماله الفنية؟ هل اطلعت على السيرة الذاتية لهذا المخرج خاصة في مجال التكوين المسرحي؟ أكاد أجزم، أنك لا تعلم شيئا، لا عن شخصه ولا عن أعماله الفنية. لذلك سوف أصحّح معلوماتك الخاطئة وأبرز تناقضاتك وتلوناتك التي تذكرنا بالسياسي اللبناني وليد جنبلاط. أولا: إن أبواب المسرح الوطني لم تفتح لي على مصراعيها كما ذكرت في مقالك. لقد اجتهدت وعملت في المسرح الجامعي وتألقت، فنالت مسرحياتي جوائز وطنية ودولية وأعجب بها الفنان محمد إدريس الذي اختبرني في مسرحياته مثل مسرحية «حدث» وكوّنني في التمثيل والاخراج ووفّر لي امكانية المشاركة في تربصات دولية في تونس وفي الخارج، واعتبر نفسي محظوظا لأنني تكونت على أيادي رجال تمرّسوا بأدوات الصناعة المسرحية أمثال: محمد إدريس، حسن المؤذن، الفاضل الجعايبي، والإيطالي فرانسيسكو سانشي، والياباني أومي واكا، والألماني روبارتو تشولي والقائمة تطول... ثانيا: لقد قرأت رأيك في المسرحي معز العاشوري في جريدة «Le quotidien» بتاريخ 8 ماي 2003، وكان رأيا مخالفا تماما لما كتبته في مقالك المذكور بتاريخ 21 فيفري 2011. ثالثا: يؤسفني أن أكتشف أخطاء فادحة في مقالك، فمحمد إدريس لم يدر سبع دورات لأيام قرطاج المسرحية كما ذكرت، بل أدار أربعة فقط وذلك سنة 1997/2005/2007/2009. كما يؤسفني أن تدرج مسرحية «حدث» الشهيرة ضمن مرجعية الاسلوبية الشكلية الفضفاضة أو تعتبر مسرحية «راجل ومرا» نسخة بائسة لفن الكابوكي. وهنا أذكر بمقالك عن «رجل ومرا» في جريدة الصحافة بتاريخ 22 أكتوبر 1995 والذي تقول فيه إن «المؤلف الياباني «زيامي» لو عاش في تونس لعالج صراع المرأة والرجل بنفس المستوى». ذكرت هذا فقط لتعلم مدى التناقض والتلوّن وانعدام الصدق الذي يشعر به القارئ في مقالاتك حول المسرح والمسرحيين، وهو ليس بغريب فأنت لم تدرس فن المسرح ولم تمارسه لتلامس أدواته، كما أن أسلوبك في الكتابة النقدية لم يتطوّر وتوقف عند حدود رسالة بحثك في المرحلة الثالثة حول «الفضاء المسرحي» في مسرحية «عرب» للفاضل الجعايبي، والتي تحصلت عليها من المعهد الاعلى للفنون الجميلة ولدي الكثير ما أقوله عن هذه الرسالة وسيكون ذلك في وقت لاحق.