نشرت صحيفةال «غارديان» البريطانية تقريراً عن مستقبل ليبيا في الوقت الذي تقترب فيه البلاد من حافة الحرب الأهلية، ورأت الصحيفة أن هناك أربعة سيناريوهات محتملة لهذا البلد الذي يعاني من حكم الديكتاتور معمر القذافى. وأوضحت الصحيفة أن السيناريو الأول وهو «بلد مقسم»، فمن المحتمل أن ينتهي الوضع الحالي إلى انقسام بين دولة ليبية حول طرابلس ضعيفة، وحركة تمرد شرقية لا تستطيع أن تستولي على البلاد بأسرها. فالقوات المناهضة للقذافي تسيطر الآن على بنغازي وأغلب شرق ليبيا حتى الحدود مع مصر. ويدير هذه المناطق زعماء القبائل واللجان الشعبية وكبار الشخصيات التي انشقت عن النظام، في حين يسيطر المتمردون على حقول النفط في رأس لانوف وبرجا. أما السيناريو الثاني فيتعلق بمستقبل القذافى، فإما القتال أو الهروب على طائرة، فمعمر القذافي قال إنه سيموت في ليبيا بدلا من الهروب إلى الخارج. ويقدر الخبراء العسكريون أنه يعتمد على ما بين 10 إلى 12 ألفاً من القوات، إلى جانب أجهزة الأمن والمرتزقة الأجانب. ورغم أهمية القوات الجوية، إلا أن العقوبات المفروضة من الأممالمتحدة تمنعه وأبناءه من السفر إلى الخارج. ويبقى ملجؤه الوحيد التوجه إلى دولة صديقة له تتحدى بالفعل المجتمع الدولي وأبرز هذه الدول هي زيمبابوي. ويبدو أن التحدي حتى النهاية هو الخيار المفضل للقذافي على الرغم من أن هذا يعني مزيداً من إراقة الدماء. أما السيناريو الثالث، فيخص التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، وتشير الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قال للبرلمان البريطاني إنه طلب من وزارة الدفاع ورؤساء القوات المسلحة العمل مع الحلفاء على خطط لحظر الطيران، وقد بدأت هذه المحادثات في واشنطن قبل أيام قليلة. وربما يتم دعوة الأممالمتحدة إلى توفير قوات حفظ السلام من أجل ضمان تسليم المساعدات الغذائية ربما عبر مصر وتونس. ويتعلق السيناريو الرابع والأخير بفراغ السلطة، وتقول ال «غارديان» إن هناك مخاوف بشأن احتمال حدوث فراغ للسلطة في ليبيا إذا تمت الإطاحة بالنظام أو انهياره بشكل مفاجئ. وعلى الرغم من أن المجلس القومي الليبي ومقره في بنغازي هدفه سد هذه الفجوة، رغم إصراره على أنه ليس حكومة مؤقتة، لكنه منقسم سياسياً. كما تزداد المخاوف بشأن تصاعد حدة التنافس بين القبائل واستفادة «القاعدة» من هذا الفراغ، حيث تقوم بإعادة تنظيم نفسها في بلد تعرض فيه ال «جهاديون» للهزيمة. ويخشى المراقبون للشأن الليبي من أن فصائل المعارضة المشاركة في القتال ضد القذافي ليست منظمة سياسياً، وتفتقد الى استراتيجية واضحة من أجل الإطاحة به.