عاود الانفلات والاضطراب الظهور من جديد في الوسط المدرسي الى غاية أمس الخميس حيث شهدت معظم المؤسسات التربوية حالة من الفوضى وتعطل الدراسة رافقتها في محيط المؤسسات حالات عنف واعتداء بالحجارة على المؤسّسة وسيارات المربين. وقد تركت هذه الحالة عدة تساؤلات واستفهامات لدى المربين إشارات الى الغياب الكلي للأولياء من جهة والى حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني من جهة ثانية الى جانب العوامل المتعلقة بالاتفاق المبرم حول تنظيم الامتحانات ودمج الثلاثيتين الثانية والثالثة، في حين اشتكى أولياء التلاميذ من عدم انتظام الدروس موجها اللوم الى الأسرة التربوية. معظم المؤسسات التربوية شهدت الى غاية أمس الخميس اضطرابا ملحوظا وعدم انتظام في الدروس. ومن الوهلة الأولى يوحي تجند الإطار التربوي وفتح المؤسسات أبوابها أمام التلاميذ وحضور هؤلاء داخل المؤسسات، بان الحياة المدرسية تسير بشكل عادي، لكن بمجرد انقضاء موكب تحية العلم المفدى عند الثامنة، يتجمع التلاميذ أمام المؤسسات وتتشتت الصفوف ولا يبقى سوى بضع عشرات منهم فيحتار المربون في أمرهم إزاء اضطراب المشهد التربوي والانفلات المدرسي وسرعان ما تمتد موجات الاضطراب بين المؤسسات وتتوقف الدراسة في أكثر من مؤسسة. خروج التلاميذ الى الشارع بذلك الشكل الفوضوي، عرض المؤسسات والتلاميذ الى مخاطر وعنف. حيث أدت الاضطرابات الى تعرض التلاميذ الى العنف جراء الخصومات خارج المؤسسات والتي تتضاعف مع دخول منحرفين على الخط. كما يعمد التلاميذ الغاضبون من زملائهم المتمسكين بحق وواجب مواصلة الدروس الى الاعتداء على مؤسساتهم التي تحتضنهم بالحجارة. وتحولت المؤسسات الى ساحات للمعارك والمشاكل. بل وتم إيقاف عدد من التلاميذ من قبل قوات الجيش اثر أعمال شغب. حيث عمد التلاميذ من الرافضين للدراسة والمتغيبين الى تهشيم سيارات الأساتذة والمديرين وحرق الإطارات المطاطية والأشجار داخل المؤسسات الدراسية. وأعرب عدد من التلاميذ عن «قلقهم» وضجرهم من متابعة الدروس. وذلك اثر انتهاء الامتحانات وتغيير نظام المراقبة معبرين عن عدم توفر الظروف المناسبة للدراسة. بين غياب الولي والتحريض مسؤول بمندوبية التربية اكد ان من اهم الأسباب الوضع الذي تعيشه المؤسسات التربوية من عنف وانفلات هو غياب الولي عن المشهد وعدم متابعته لمنظوره في مثل هذه الأوضاع الحرجة التي تتطلب يقظة ومتابعة من قبل الولي لحماية الأبناء. كما أشار الى تعرض التلاميذ الى ضغوط خارجية وعمليات تحريض من أطراف مجهولة مشبوهة هدفها زعزعة الأمن وكثيرا ما يسقط التلميذ ضحية سهلة بحكم اندفاعه وتحمسه المفرط. كما تروج في هذا الصدد مزاعم تشير الى تعمد أفراد من الأسرة التربوية بالزج بالتلاميذ في مطبات السياسة وتعقيداتها. المربي: تنظيم الامتحانات أسباب وعوامل كثيرة ساهمت في خلق مثل هذا الانفلات المدرسي بالمؤسسات التربوية. وحسب بعض المربين فانه وعلاوة على توترات الوضع السياسي والعنف الواقع في الشارع (أحداث القصرين والعاصمة وغيرها من الظروف الأمنية المحيطة بالتلاميذ)، هي التي فجرت البوتقة التي فرضت على التلاميذ. وأكدوا من جهة ثانية مساهمة الاجراءات الأخيرة للامتحانات والمراقبة. ويرون ان التلميذ لم يعد مستعدا لمواصلة الدراسة. وبعد انتفاء الدوافع المباشرة وهي الامتحانات (التأليفية) وغياب معادلة «العمل والنتيجة» التي تعود التلميذ عليها، هي التي تسببت في هذا الانفلات وفي عزوف التلاميذ عن مواصلة الدراسة وتراخيهم في المتابعة. وهو ما نتج عنه غياب الانضباط والمواظبة وكثرة الغيابات والإقصاء من القسم وبالتالي توفر أرضية خصبة للعنف والفوضى.