تفاعلا مع ما تعرفه الساحة النقابية من جدل أفادنا السيد عبد المجيد الصحراوي القيادي النقابي السابق والأمين العام المساعد للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي بالتصريح التالي: «يتعرّض الاتحاد العام التونسي للشغل الى حملة اعلامية من بعض الأطراف قصد ارباكه لذا أرى من واجبي ان أقف مدافعا عن المنظمة التي ضحيت من أجلها طيلة عقود. إن الاتحاد كمنظمة وطنية ساهمت في استقلال البلاد وبناء الدولة الوطنية من جهة ومنظمة فاعلة شاركت في انجاح الثورة الشعبية والدفاع عنها عبر مختلف هياكلها المناضلة لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تكون عرضة لمثل هذه الهجمات التي يراد منها تقزيم مكانتها ودورها في الحقل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. والاتحاد باتساع حجمه وتنوع مشاربه الفكرية، قد يمرّ بصعوبات داخلية، وهو أمر طبيعي بالنسبة الى كل هيكل يضم كل مكونات المجتمع وافرازا عاديا للحوار داخله. وتجاوز هذه الاشكالات يعتبر شأنا داخليا من مهام النقابيين وهياكلهم المنتخبة بعيدا عن كل المزايدات الخارجية. وأكد السيد عبد المجيد الصحراوي المناضل النقابي الملتزم والذي تعرض لمضايقات متعددة من طرف السلطة السابقة وبعض قيادات الاتحاد التي تسببت في ملاحقته وايقافه تنفيذا لأوامر قصر قرطاج وطرده من العمل ومن المسؤوليات النقابية أنه لن يتخلى بالرغم من كل ذلك عن واجبه الآن للتصدي لهذه المحاولات معبرا عن التزامه بمبادئ الاتحاد وثوابته والدفاع على استقلاليته. وفي هذا الاطار يدعو الى ضرورة التمسك بالعمل داخل الاتحاد وأطره والنضال المتواصل من أجل اصلاح مسار المنظمة وتطوير أدائها خدمة لمصالح الشغالين وتحقيق الانتقال الديمقراطي في البلاد وبناء اقتصاده على أسس العدالة بين الجهات والفئات الاجتماعية وذلك عبر صياغة منوال جديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وتوجه السيد عبد المجيد الصحراوي بدعوة ملحة للرأي العام وخاصة الشباب للانتباه الى خطر النيل من أهمية الاتحاد العام التونسي للشغل وتهميش دوره الحاضر والمستقبلي في بناء ونحت ملامح تونس الديمقراطية وارساء مقومات العدالة الاجتماعية. كما نبّه الى ان هذا الموقف المدافع عن الاتحاد لا يتنافى مع ضرورة ان تأخذ مختلف هياكل الاتحاد بعين الاعتبار الواقع الاجتماعي والسياسي الجديد والذي يحتم على كل النقابيين المخلصين التوحد من اجل اعادة بناء الاتحاد على أسس من الشفافية ومن تطوير الهيكلة والقوانين من أجل المحافظة على تمثيلية الاتحاد وعلى دوره الريادي في ارساء أسس المجتمع المتوازن. وينتظر ان يمثل انعقاد المؤتمر الوطني المنتظر عقده خلال الأشهر المتبقية من السنة الجارية فرصة حقيقية لإعطاء الاتحاد نفسا جديدا ومناسبة لتشبيب قياداته ولتمثيل النساء النقابيات وللانفتاح على القطاعات الجديدة وفق خطط علمية يتوفر فيها حسن التصرف في الموارد المالية والبشرية للاتحاد من أجل تحقيق طموحات الشغالين وعموم الشعب.