«الدّيماغوجيا»... وفوضى الانتصاب وتعيينات الأتعاب... لماذا ؟ قدرة الإبلاغ.. أو ما تسمّى باللغة الفرنسية «Le pouvoir de communicabilité» هي فنّ لا يرتقي الى مستواه أي كان خاصة أنه يتضمن قدرة التخاطب والاقناع والسلاسة عند الكلام والوضوح والتبسيط عند الكتابة.. وعادة ما يفرض الواجب على السياسي التعمّق في هذا الفنّ دون اعتماد الإغراء في انتهاج السياسة أو ما تسمّى بالديماغوجيا بقدر ما يكون الاعتماد على الدراسات والمشاريع والبرامج التي كلما تمّ طرحها هذا السياسي أو غيره وبشكل واضح وصادق ودقيق ومقنع ومبسّط وبشكل عقلاني وعلماني إلا ودخل القلوب والعقول وكلما كان التعثّر والعسر والدغمائية وتوجيه الاتهامات المجانية للآخرين إلا وكانت النتيجة غموضا وتأرجحا بين الشكّ واليقين.. ولذلك نعتقد أن كثرة وتعدد الأحزاب وإن تبقى ظاهرة صحية فإن المنطق يفرض العمل على البناء واعتماد قدرة الابلاغ في كنف الوضوح والاقناع خاصة أن كل طرف يعتقد أنه أقرب الى امتلاك الحقيقة وقد تكون الصفوف وراءه متراصّة عند الانتخابات والحال أن كثيرا من الجماهير الشعبية على مختلف شرائعها مازالت بدورها متأرجحة بين الشك واليقين ولا ترنو الى النجاح والارتقاء في كنف الالتحام والنقاء.. نظافة... وثقافة... ولكن الصحافة نظافة وثقافة وعلم وفن إلا أن الذين لا يعرفون أصولها جعلوها لدى الواعين الناضجين نوعا من «السخافة» حيث بعد أن كانوا يناشدون ويباركون ويتهكمون على المناضلين والأوفياء للوطن والذين كانوا ينبّهون لما قد يحصل ومنذ سنوات أصبحوا اليوم يحتجون ويتحدثون عن «الدكتاتور» وزبانيته وعن التجمع و«أزلامه» وليلى التي كانت «السيدة الأولى» وكأنهم لا يعلمون أن مقالاتهم ومواضيعهم وأصواتهم وصورهم مازالت في «الأرشيف» واضحة وملطخة أيضا وفي الأذهان عالقة وبالتالي فإن الصحافة الحرّة والمستقلة منهم براءة وكما يقول المثل «من شكر وذمّ.. فقد كذب مرتين.. و«كل شاة معلقة من كراعها». إشاعات وتضخيم..!؟ الاشاعات مرض معشّش في عقول المرضى والمعقدين الذين نتمنّى لهم الشفاء العاجل وخاصة بعد ثورة 14 جانفي المجيدة الذي من المفروض منه الوضوح ثم الوضوح ولا ترويج الاشاعات التي لا أساس لها من الصحّة ولا تمتّ للحقيقة بصلة وقد تخدش من سمعة هذا أو ذاك وذلك فقط لأن مروّجيها يريدونها حقيقة للتشفي أو للتوريط أو للإساءة والحال أن الثورة ومن المنطقي جدا أن تعصف بكل الاساءات المجانية والاشاعات وبالعقليات المريضة التي لا يستريح أصحابها إلا في «مستنقعات» الحضيض ليزجون بهذا في السجن ويروّجون إلقاء القبض على ذاك ويشوّهون الطرف الثالث ويعبثون وكأنهم صادقون وفازوا بالسّبق الذي وللأسف سرعان ما ينتشر وخاصة في عقول المرضى.. ظاهرة الاشاعة هذه حدثنا عنها «الكثيرون» بعد أن بدأت تتضخّم محتجين على مروّجيها الذين رفضوا الانصهار في مبادئ الثورة. النوايا... والمعتمدون ؟ تعيين المعتمدين خلال الفترات الأخيرة أثار احتجاج الكثيرين من صانعي الثورة وأنصارهم خاصة أن الذي يعيّنهم «تجمّعي» وهم وأكثرهم كانوا في «التجمع» شأنهم شأن الذين اقترحوهم وبالتالي فإن تونس «ولاّدة» وتنجب الآلاف من القادرين على تحمّل هذه المسؤولية وغيرها وكان من المفروض عدم ارتكاب نفس خطإ تعيين الولاة قبل التراجع والتعديل وخاصة إذا كانت النوايا صادق فعلا..!؟