قال رئيس جمعية الوفاق، الشيعية المعارضة في البحرين إن خمسة محتجين على الأقل قتلوا وأصيب مئات خلال الحملة التي شنتها قوات الأمن أمس، لإخلاء دوار اللؤلؤة من المحتجين، كما أعلنت الشرطة مقتل اثنين من عناصرها، وأعلن الجيش فرض حظر التجوال. وقال عبد الجليل خليل وهو عضو كبير في الوفاق إن هذه «حرب إبادة» وما حدث لا يحدث حتى في الحروب وأنه غير مقبول تماما. وأضاف أنه إلى جانب إخلاء دوار اللؤلؤة من المحتجين انتشرت قوات الجيش في شتى أنحاء البحرين وقطعت الطرق واعتقلت أو فتحت النار على من يحاول المرور. وذكر أن عددا من المنازل الخاصة والمحلات استقبلت الضحايا بينما طوقت قوات الجيش المستشفيات، ودعا الأطباء إلى التوجه لأقرب مركز صحي للمساعدة في علاج المصابين. وأعلنت وكالة الأنباء البحرينية أن قوات الأمن أخلت دوار اللؤلؤة الذي اعتصم فيه المحتجون لأسابيع كما أخلت مجمعا طبيا. وأظهرت لقطات تليفزيونية الميدان الذي كان مركز الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية وهو خال من المحتجين. ونفت الوكالة أنباء عن استخدام طائرات وأسلحة في إخلاء الميدان. حظر التجوال يأتي ذلك، فيما بدأ عند السادسة من بعد ظهر أمس، سريان قرار حظر التجول الذي أعلنه الجيش البحريني في المناطق الحساسة وسط المنامة، لاسيما في دوار اللؤلؤة والحي المالي والديبلوماسي. كما أكد الجيش منع التظاهر في كل أنحاء البلاد، غداة إعلان حالة الطوارئ من قبل الملك، وبعد ساعات من تفريق المعتصمين في وسط المنامة. وتلا متحدث باسم قوات دفاع البحرين البيان رقم 4 على التلفزيون البحريني، الذي أعلن «فرض منع التجول اعتباراً من اليوم الاربعاء حتى إشعار آخر، من الرابعة مساء والرابعة فجراً» في بعض مناطق المنامة. ويشمل حظر التجول المناطق الحيوية التي شهدت تظاهرات خلال الاسابيع الماضية لاسيما دوار اللؤلؤة الذي سيطرت عليه السلطات صباح أمس، والحي المالي والحي الدبلوماسي. كما أعلن الجيش "منع التجمهر او التجمع او عقد المسيرات او الاعتصامات فى كافة أنحاء مملكة البحرين حتى تعود الأمور الى طبيعتها". ودعت قيادة الجيش المواطنين والمقيمين "للتعاون التام مع نقاط التفتيش حفاظاً على سلامتهم وكل من يخالف هذه التدابير سوف تتخذ بحقه الإجراءات القانونية اللازمة". استقالة وزيرين من جهة أخرى، أعلن وزير الصحة البحريني المعيّن حديثاً نزار البحارنة، لوكالة فرانس برس، أنه قدم استقالته من الحكومة، وذلك بعد تفريق المتظاهرين بالقوة في أكبر مستشفيات المنامة. ورفض الوزير الإدلاء بأي تفاصيل حول أسباب استقالته التي جاءت بعد ساعات من تفريق محتجين بالقوة في مجمع السلمانية الطبي، أكبر مستشفى في البحرين. من جهتها ذكرت صحيفة الوسط معارضة أمس، ان وزير الاسكان مجيد بن محسن العلوي قاطع اجتماعات مجلس الوزراء. أمريكا ترفض على صعيد متصل، قالت وزيرة الخارجية الامريكية في مقابلة تلفزيونية أمس، ان البحرين وحلفاءها الخليجيون الذين أرسلوا قوات لمساعدتها في اخماد احتجاجات مناهضة للحكومة يتبعون مسارا خاطئا. واضافت في مقابلة مع شبكة «سي.بي.اس» "نرى ما يحدث في البحرين مثيرا للقلق. نعتقد أنه لا توجد اجابة أمنية على تطلعات ومطالب المحتجين". وتابعت في المقابلة "كما أوضحنا بشكل تام لشركائنا في الخليج الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي الذين أرسل أربعة منهم قوات لدعم الحكومة البحرينية. انهم يتبعون مسارا خاطئا" وكان البيت الابيض قال أمس الأول ان الولاياتالمتحدة أوفدت الى البحرين لمحاولة دفع المحادثات بين الحكومة والمعارضة. ووصل مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان الى البحرين قبل يوم من إعلان البحرين الأحكام العرفية في أعقاب أسابيع من الاحتجاجات من جانب الأغلبية الشيعية. إيران ترفض في المقابل، قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان دخول قوات خليجية من «درع الجزيرة» الى البحرين للتصدي للثورة الشعبية هو «عمل مشين سيبوء بالفشل»، على ما نقلت عنه وكالة ايرنا الرسمية. وقال احمدي نجاد بعد اجتماع مجلس الوزراء ان "هذا التدخل العسكري عمل مشين سيبوء بالفشل وشعوب المنطقة وتعتبره من صنع الولاياتالمتحدة". واضاف ان"الولاياتالمتحدة تسعى الى انقاذ النظام الصهيوني وعرقلة حركة الشعوب، ولهذا السبب تساند بعض الحكومات" وتابع الرئيس الايراني قائلا «للأسف، هناك تحرك اليوم في البحرين ضد الشعب وهذا عمل مشين وغير مبرر وغير مفهوم" من جانبه، حذر وزير الدفاع الايراني العميد أحمد وحيدي من تداعيات التدخل العسكري السعودي في شؤون البحرين الداخلية، وقال: ان هذه التدخلات ستزيد من التوتر بالمنطقة.